في ذكراها.. مؤرخون حرصوا على توثيق رحلة العائلة المقدسة في مصر
تحل اليوم الأول من يونيو، ذكرى دخول السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى أرض مصر، هربًا من بيت لحم في فلسطين بسبب اضطهاد هيرودس الذى كان يعتزم قتل الطفل يسوع المسيح حينها.
حرص كثير من المؤرخين، على توثيق رحلة العائلة المقدسة، التي بدأت من منطقة الفرما بالعريش حتي منطقة دير العذراء بجبل درنكة بأسيوط.
ونستعرض أهم كتابات المؤرخين عن رحلة العائلة المقدسة:
قال الباحث ماجد كامل، عضو اللجنة الباباوية للتاريخ القبطي، للدستور، كتب عن هذه الرحلة المؤرخ بلاديوس أسقف هليوبوليس، الذي زار مصر أواخر القرن الرابع الميلادي، حيث ذكرها قائلًا: "لقد تقابلنا مع قسيس أسمه أبولو عاش في إقليم الصعيد في منطقة الاشمونين حيث جاء المسيح مع القديسة مريم ويوسف".
كما ذكرها أيضا المؤرخ سوزومين (400- 450 م تقريبا) وتكلم عن وجود شجرة لبخ بمدينة الأشموني.
الميمر القبطي
ويكشف ماجد كامل، عن أهم وأقدم مصدر موجود تناول مسار الرحلة بالكامل؛ هو الميمر- وهو كلمة سريانية معناها سيرة أو ذكري- والذي كتبه البابا ثاؤفيلس (385- 412 م) بطريرك الكنيسة القبطية رقم 23، وكتبه باللغة القبطية، ثم ترجم إلي اللغة العربية.
وأقدم نسخة موجودة من الميمر القبطي موجودة بمكتبة الفاتيكان تحت رقم (698 عربي )، ويرجع تاريخ نساختها إلي عام 1371م.
أسقف سخا
ويضيف ماجد كامل، من المصادر الهامة التي أرخت لرحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر؛ نص للأنبا زاخارياس أسقف سخا (693- 723م)، وكان يعمل كاتبا في الإدارة البيزنطية، ولقد تدرج الانبا زاخارياس في مراحل التعليم المختلفة، وترهب بعدها بدير يوحنا القصير بوادي النطرون، من الأديرة المندثرة حاليا.
موهوب بن منصور
ويخبرنا ماجد كامل، أنه من بين المؤرخين الذين كتبوا عن رحلة العائلة المقدسة، نذكر "موهوب بن منصور بن مفرج الاسكندري"، الذي كشف لنا عن المزارات وآثار العائلة المقدسة التي زارها فقال عنها: "وأنا أذكر هنا ما رأيته وتباركت منه وآثار سيدنا المسيح ووالدته السيدة مريم العدري القديسة في عدة مواضع بأرض مصر منها كنيسة المعلقة وكنيستها المعروفة بالدرج بمصر بني وايل؛ وكنيستها بالمرتوتوتي (المعادي حاليا )؛ وفي بسطا؛ وسمونيه( سمنود)؛ وجبل الكهف (سمالوط) ؛ودير بيسوس(الهنسا)؛ والأشمونين؛ وفيليس (ديروط حاليا ) وقوص قام (مقر دير المحرق )".
مخطوطات أثرية مجهولة
ويشير ماجد كامل إلى أن هذا بالنسبة للميامر والسير المعروف اسم أصحابها؛ غير أن بعض الباحثين يذكرون مخطوطات أخري مجهولة المؤلف، منها مخطوطة ترجع للقرن التاسع الميلادي محفوظة في مكتبة مورجان بنيويورك، تشير إلي رحلة العائلة المقدسة دون تحديد أماكن بعينها.
وأيضًا توجد مخطوطة محفوظة بمكتبة الفاتيكان ومكتوبة باللغة القبطية، ولقد عثر عليها عام 1883، وتتضمن إشارة لأسماء بعض المواقع التي زارتها العائلة المقدسة.