"حدثني عن الرأسمالية في عصر النيوليبرالية".. جديد دار الفارابي
صدر حديثًا عن دار "الفارابي للنشر والتوزيع" كتاب "حدثني عن الرأسمالية في عصر النيوليبرالية" لعالم الاجتماع جان زيجلر، وبترجمة أنجزها غازي برو.
الرأسمالية ببساطة
كتب المؤلف الكتاب لإخبار حفيدته عن نظام "أكل لحوم البشر" في العالم، لذلك فهو يشرح بعبارات بسيطة وملونة ولادة الرأسمالية، ونمط إنتاجها وشكل تنظيمها الاجتماعي، ولا يوجد جانب مهمل، إذ يتطرق إلى العبودية السوداء والقنانة في العصور الوسطى والتخلف، وتحتل العولمة والشركات متعددة الجنسيات والأموال وثورة الكمبيوتر مكانًا مهمًا في تحليله.
يؤمن زيجلر بأن الرأسمالية تدوس على الصالح العام ، ولا تتردد في الاستفادة من عمل الأطفال العبيد في بلدان العالم الثالث، كما يلاحظ زيجلر أن "الكفاح النقابي أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى بسبب عولمة الشركات متعددة الجنسيات المجهولة، وبالتالي فهي غير مرئية؛ من الصعب التعرف عليهم من أجل تعبئة الرأي العام"، ومع ذلك، فهو ليس متشائما ويعرض أدوات لمحاربته.
جان زيجلر
وجان زيجلر هو عالم اجتماع سويسري، ومقرر خاص للأمم المتحدة بشأن الحق في الغذاء (2000-2008) ونائب رئيس اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومن مؤلفاته: "الحقد على الغرب"، و"سادة العالم الجدد.. العولمة، النهابون، المرتزقة، الفجر"، و"أسياد الجريمة.. المافيا الجديدة ضد الديمقراطية"، و"كي لا نستسلم".
وفي حوار للمؤلف عقب صدور كتابه، قال: منذ بداية هذه الألفية، تمتّعت البشرية، للمرة الأولى، بوفرة في السلع. يغرق الكوكب في الثروات، حيث تتجاوز الخيرات الحاجات الضروريّة للبشر بشكل كبير. في الوقت عينه، نعيش في كوكب يموت فيه كلّ خمس ثوان طفل لا يتجاوز سنّ العاشرة من الجوع أو من مرض مرتبط به، في حين يمكن للأرض إطعام ضعف البشر الموجودين من دون مشاكل في حال كان توزيع الغذاء منصفاً.
وتابع: في حين يُقال باستمرار إنّه توجد آثار سلبيّة للرأسماليّة لكن يمكن إصلاحها. يُعلّمنا التاريخ أنّه لا يمكن إصلاح أو أنسنة نظام مُضطهِد. هذا النظام يعمل وفق مبدأ واحد، هو تعظيم الربح، ويستند إلى الديكتاتوريّة العالميّة لأوليغارشيات رأس المال الماليّ المعولم.