ما يصعبش عليك دورتموندى

لو سيناريو الدوري الألماني عمل لك دهشة، وفوز بايرن بـ اللقب كدا حسسك إنه يا حرام، وصعب عليك بروسيا دورتموند، تعالى اسمع معايا الحكاية دي.

كنا آخر جولة في المسابقة، تلات فرق بـ تتنافس على اللقب: نادي تراكتور سازي عنده 57 بنط، نادي نفط طهران 57 بنط، نادي سباهان 56 بنط.

أظن واضح إننا بـ نتكلم هنا عن دوري إيران، كنا موسم 2014/ 2015، نادي تراكتور داكان مديره الفني هو أوليفييرا، أكيد حضرتك فاكره، كان الأهلي استعان بيه موسم 2004/2003، والنتايج كانت سيئة جدًا معاه لـ درجة إنه الأهلي أقاله بعد كام جولة على غير العادة في ذلك الزمان، اللي كان الشعار وقتها: لا حساب بـ القطعة، نتكلم آخر الموسم.

بعيدًا عن الأهلي أوليفييرا دا كان مدير جيد جدًا، وليه سيرة ذاتية محترمة، فـ عادي هو كمل مسيرته، والسنة المذكورة كان في إيران، وهو دلوقتي على بعد خطوة من لقب الدوري الفارسي.
في آخر جولة دي، الناديين اللي عندهم 57 بنط هـ يقابلوا بعض، اللي هـ يكسب منهم هـ يبقى اللقب من نصيبه بـ غض البصر عن مباراة سباهان اللي بـ يلاعب نادي رابع.
سباهان كانت فرصته الوحيدة هو إنه يكسب وتراكتور يتعادل مع نفط طهران. طيب، إذا تعادل سباهان، وتعادل تراكتور ونفط طهران ماذا يحدث؟ ساعتها يبقى تراكتور (نادي أوليفييرا) هو بطل الدوري بـ فارق الأهداف.
كان المفروض يبدأ المباراتين في توقيت واحد بس اللي حصل إنه مباراة سباهان (اللي عنده 56 نقطة) بدأت بدري حوالي عشر دقايق. ماتش تراكتور ونفط وهران كان ضرب نار، المباراة راحت وجت، وفاضل 10 دقايق والماتش يخلص، والنتيجة 3/3. 
جات الأخبار لـ أوليفييرا إنه ماتش سباهان خلص 2/2، الله أكبركدا لو الماتش بتاعنا خلص 3/3، زي ما هو كدا، يبقى إحنا أبطال الدوري، فـ إدى التعليمات لـ لاعيبته بـ قتل المباراة واستهلاك الوقت بـ أي شكل، مش مطلوب أي مغامرة حاليًا، وقد كان.
لاعيبة تراكتور عملوا فيها من شمال إفريقيا، تضييع وقت، تشليت، استموات، لـ حد ما خلصت العشر دقايق، واتعادلوا، ونزل أوليفييرا الملعب، والمدرجات ولعت، أول مرة تراكتور دا ياخد اللقب.
الموضوع كمان كان له بُعد سياسي، لـ إنه تراكتور دا من أندية إقليم مش محل رضا أو خلينا مش على توافق مع السلطة الحاكمة.
بعد ييجي ربع ساعة من الاحتفالات، حد جه سأل أوليفييرا: إنتو بـ تحتفلوا ليه؟ سباهان هو بطل الدوري، الماتش بتاعه انتهى وهو كسبان 2/صفر!! إزاي يا جدع؟ دول قالوا لنا الماتش انتهى 2/2، قال لك: أصلهم قطعوا البث أثناء المباراة، بعدين سربوا النتيجة غلط علشان ينيموكم، وتقتلوا الماتش بـ إيديكم.
طبعًا المظاهرات طلعت في مدينة نادي تراكتور، وطالبوا بـ إقالة الرئيس (رئيس الدولة) وفتح تحقيق في الموضوع، واستعادة اللقب المسروق، بس طبعًا مفيش حاجة حصلت، وراح الدوري منهم على كدا.
بعدها بـ أسبوع الرئيس زار الإقليم المغضوب عليه دا، وخطب في الجماهير خطبة مؤثرة، قال لهم فيها ما معناه: معلش يا جماعة، عليكو واحد!