جولات مكوكية من إندونيسيا لروسيا.. أسامة الأزهرى يستهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام
مفتي تتارستان يترجم بنفسه كتاب الحق المبين إلى اللغة الروسية للرد على المتطرفين
يواصل الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، جولاته الخارجية التي بدأت في مطلع شهر مايو الجاري، إلى عدة دول إسلامية لنشر صحيح الدين وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين، وكانت البداية في جنوب شرق آسيا، وتحديدًا إندونيسيا، حيث زار عدة ولايات لإلقاء عدد من المحاضرات في المجالس العلمية ونشر الوعي الديني الصحيح، وحظى الأزهري بحفاوة استقبال منذ لحظة وصوله وشهدت محاضراته في مختلف المحافظات حضور الآلاف من طلاب العلم بإندونيسيا.
وتعد إندونيسيا أكبر دولة من حيث عدد السكان المسلمين في العالم، التي يمثل فيها السكان المسلمون نسبة تزيد على 85% من إجمالي عدد سكانها.
وأعقبت إندونيسيا دولة كازاخستان، حيث قلد مفتي كازاخستان الدكتور أسامة الأزهري، ومنحه الزي الرسمي التراثي التقليدي القازاقي المسمىٰ - شابان- تعبيرًا عن التقدير والمودة، والذي يعد عادة قديمة للشعب الكازاخي، يُهدىٰ للأشخاص ذوي التأثير القوي والمكانة المرموقة، وهو دليل على أعلى درجات الاحترام والتقدير بين الكازاخستانيِّين.
وفي كازاخستان، حضر"الأزهري" المؤتمر الدولي- تراث الإمام حسام الدين السغناقي وآفاق الحضارة الإسلامية بمناسبة ذكرى ٨٠٠ سنة لميلاده- والذي ترعاه الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية -نور مبارك- في مدينة ألماتي بكازاخستان، بحضور وفود وعلماء من مصر، وكازاخستان، وتركيا، وإيران، وأوزباكستان، وقرغيزستان وغيرها من الدول، وبحضور وتشريف أفراد من أسرة ونسل الإمام الكبير حسام الدين السغناقي -رحمه الله-.
وبعدها غادر "الأزهري"، جمهورية كازاخستان متوجهًا إلى موسكو، ومنها إلى جمهورية تتارستان، فوصل إلى مدينة قازان، ومنها إلى مدينة بولغار، حيث ألقى فور وصوله كلمة في اللقاء التمهيدي لمؤتمر أكاديمية بولغار للعلوم الإسلامية.
خلال جولته في تتارستان، ألقى كلمة في جلسة افتتاح منتدى بولغار الدولي الخامس: "التراث الديني لمسلمي روسيا والهوية الوطنية"، الذي يعقد في مقر الأكاديمية بمدينة بولغار، بحضور رئيس أكاديمية بولغار للعلوم الإسلامية، وضيوف من البحرين وتونس وسوريا والأردن وطاجيسكتان ودول أخرى.
وبعد افتتاح المؤتمر وقّعت اتفاقيات تعاون بين رئيس أكاديمية بولغار الإسلامية ورئيس جامعة الزيتونة في تونس، ورئيس جامعة الإمام الأعظم في طاجيكستان، ورئيس جامعة آل البيت في الأردن لإيجاد تنسيق علمي بين الأكاديمية وبين تلك الجامعات، وتبادل للخبرات وتمكين الخريجين في أكاديمية بولغار الإسلامية من القيام بدور ديني وطني، يمكنهم من الاشتباك مع مشكلات العصر ومواجهة فكر تيارات الإرهاب التي تشكك في قيمة الوطن.
يذكر أن الدكتور أسامة الأزهري كان قد شهد وضع حجر أساس الأكاديمية في تتارستان، قبل سبع سنوات، كما أن مفتي تتارستان الشيخ كامل سميع الله قد ترجم بنفسه كتاب- الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين: التيارات المتطرفة من الإخوان إلى داعش في ميزان العلم- إلى اللغة الروسية.
وبعد تتارستان، انتقل مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية إلى جمهورية داغستان، وكانت بداية جولته بإلقاء درس الجمعة وخطبة الجمعة في "المسجد المركزي" وهو المسجد الرسمي والأكبر في جمهورية داغستان، وتمت ترجمة درس الجمعة فوريا إلى اللغة الروسية، وكان المترجم الشيخ محمد رسول مساعد مفتي داغستان وإمام المسجد المركزي على مدار عشرين سنة.
فيما استقبل مفتي داغستان ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي داغستان الشيخ أحمد حاج أفندي عبد اللاييف الدكتور أسامة الأزهري، وذلك في مكتب فضيلة المفتي برئاسة الإدارة الدينية، بحضور الدكتور شهاب الدين حسينوف نائب المفتي والمتحدث الرسمي باسم مسلمي الداغستان في الخارج.
وخلال الزيارة، ألقى الأزهري كلمة في الجلسة الافتتاحية في المؤتمر الشبابي العاشر الدولي لتنمية الشباب الذي انطلق تحت عنوان- المؤتمر الشبابي العاشر الدولي لتنمية الشباب من مختلف الأديان
والحوار بين الأديان- بحضور نائب رئيس جمهورية داغستان رمضان جعفروف .
وأشار الدكتور أسامة الأزهري في كلمته إلى أهمية التعاون بين كل أبناء الأديان بما يضمن الاحترام المتبادل، وعدم التعدي أو الظلم لأحد، وبما يحقق حفظ الأنفس، واستقرار الأوطان، وقدم الدكتور أسامة الأزهري شكره إلى داغستان على حسن الاستقبال والضيافة.
وتستمر وجولات "الأزهري" حتى الآن، حيث وصل أمس، جمهورية قرغيزستان قادمًا إليها من داغستان بعد انتهاء جولته فيها، واستقبله مفتي قرغيزستان الشيخ ضمير راكاييف، لحضور جلسة علمية يحضرها نائب المفتي الأول الشيخ سميع الله، والنائب الثاني للمفتي الشيخ حسن سيرغابايف، وعدد من أعضاء المجلس العلمي القرغيزي، على رأسهم فضيلة الشيخ جوروباي تشيرغازي الأزهري أحد نواب المفتي أيضًا.