"أكساد": تطوير سلالات من القمح والشعير والأشجار المثمرة أكثر تحملا لظروف الجفاف
أكد المشاركون في الندوة العلمية الأولى حول الأمن الغذائي في الوطن العربي، التي عقدت يومي 28 و29 مايو الجاري في مدينة قسنطينة في الجزائر برعاية رئيس الجمهورية الجزائرية، أهمية مواجهة التحديات التي تواجه الأمن الغذائي للمنطقة، في ظل ندرة الموارد المائية وزيادة موجات الجفاف، مؤكدين ضرورة تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك وتبادل الخبرات للاستجابة للتحديات المطروحة وتطبيق أفضل الممارسات في مجال الزراعة والتنمية الريفية، بما يحقق الاكتفاء الغذائي للشعوب العربية التي تستورد 43 بالمئة من إحتياجاتها من القمح.
جاء ذلك على هامش فعاليات الندوة بحضور الدكتور نصرالدين العبيد مدير منظمة "أكساد" والدكتور إبراهيم الدخيري مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية، ووالي مدينة قستطينه ومدير المدرسة الوطنية العليا للتقانات الحيوية وممثل عن رئاسة الجمهورية وممثلين عن وزارات الخارجية والتعليم العالي والموارد المائية والفلاحة والتنمية الريفية وحضور أكثر من 100 مشارك من الدول العربية والوزارات والجامعات المختلفة في الجزائر، وتناولت ملفات الموارد المائية التقليدية وغير التقليدية كمحددات طبيعية للأمن المائي” و”الزراعة في سياق تغير المناخ”، و”المخزون السمكي وتربية الأسماك في السدود والأنهار والبحيرات” و“البيو تكنولوجيا والتكنولوجيا الغذائية.
وأشاد العبيد، بالدور التاريخي لرئيس الجزائر في القمة العربية 31 قمة لم الشمل العربي والتي اتخذت العديد من القرارات الهامة والتوصيات بخصوص الأمن الغذائي العربي أهمية مواصلة العمل العربي المشترك على موضوع الأمن الغذائي، وندرة الموارد المائية من خلال نجاح منظمة أكساد في تطوير سلالات مختلفة متحملة لظروف الجفاف، من القمح، والشعير، والأشجار المثمرة، وتطبيقات نظم الزراعة الحافظة، والتوسع في استخدامها بالدول العربية.
وأضاف مدير "أكساد "، أنه تم تنفيذ عشرات مشاريع حصاد مياه الأمطار لعشرات من المشاريع في المنطقة العربية لتأمين المياه اللازمة للري التكميلي وتوفير المياه اللازمة لتربية الماشية خلال فترات الجفاف وتحسين كفاءة إنتاج اللحوم والحليب، ورفع الكفاءة التناسلية لحيوانات المزرعة كالأغنام والماعز الشامي والإبل، مع تحسين قدرتها على التكيف مع آثار التغيرات المناخية.
واستعرض "العبيد" في كلمته واقع الأمن الغذائي في المنطقة العربية وضرورة تضافر الجهود لتعزيز هذا الأمن من خلال تطبيق أهداف التمية المستدامة، خاصة أن إنتاج الدول العربية جميعا من الحبوب، لا يزيد عن 60 مليون طن بما يمثل 42 بالمئة فقط من إجمالي الاحتياجات، أما بالنسبة للقمح، فقد بلغ الإنتاج 28 مليون طن وهي كمية لا تلبي سوى 43 بالمئة من الاحتياج الكلي.
وأضاف أنه تم استنباط أصناف من الأشجار المثمرة والنباتات الرعوية الأكثر تكيفا مع بيئات المناطق الجافة والهامشية وذات القيمة العلفية الجيدة، ويتم العمل على نشر التطبيقات الزراعية المبتكرة والذكية مناخيا، مثل نظام الزراعة الحافظة التي تهدف لتحسين إنتاجية الأرض والمياه وزيادة إنتاجية الأنواع المحصولية في البيئات الجافة وشبه الجافة، ورفع قدرة الترب الزراعية على احتجاز الكربون فيها.
وأشار إلى مشروع «دراسة التغيرات المناخية في المنطقة العربية وتأثيرها على الموارد المائية السطحية والجوفية»، والذي تم إنجازه بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، وكان من أهم نتائجه أن معدل ارتفاع درجات الحرارة سيصل وفق سيناريو الانبعاثات الغازية الأسوأ، إلى 2.15 درجة مئوية بحلول عام 2045 حتى 2060، وإلى نحو 4 درجات في فترة نهاية القرن.