حكايات من داخل ورش «حياة كريمة» لتعليم السيدات المعيلات فنون الخياطة
أمام أبواب أحد مشاغل الخياطة فى مدينة السادس من أكتوبر، احتشدت مجموعة من السيدات والفتيات، تحمل كل منهن على كاهلها مسئولية أسرة كاملة، تحلم بأن توفر لها حياة آمنة ومستقرة، خاصة مع غياب الزوج أو الأب لأى سبب، الذى دفعهن إلى تعلم حرفة جديدة تمكنهن من كسب قوت يومهن وتدبير احتياجات هذه الأسرة. المشغل الذى يحمل لافتة كُتب عليها «المركز الفنى لتدريب الفتيات على القص والخياطة» يتبع المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وفيه تتعلم المستفيدات فنون الخياطة والتطريز والتصميم وكل ما يتعلق بهذه المجالات. ويهتم المركز المنتشر على مستوى الجمهورية بتدريب المرأة المعيلة والفتيات على فنون الخياطة، من خلال ورش تدريبية على أعلى مستوى، تتخرج من خلالها دفعة من المتدربات على جميع هذه الفنون كل ٣ أشهر، علمًا بأن كل دفعة تضم ٥٠ سيدة.
وإلى جانب الورش التدريبية لتأهيل المستفيدات لسوق العمل، يوفر المركز لهن فرص عمل مجزية فى نهاية التدريب، إما داخل المركز نفسه أو فى أحد مصانع الملابس.
«الدستور» ترصد فى السطور التالية قصص عدد من المتدربات فى «المركز الفنى لتدريب الفتيات على القص والخياطة» بمدينة السادس من أكتوبر، لمعرفة تأثير التدريب على حياة كل منهن، وأحلامهن التى أصبحت مشروعة بفضل المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بجانب خططهن لتطوير حياتهن فى المستقبل.
إيمان أحمد: افتتحت مشغلى الخاص وضممت إليه جيرانى من الفتيات
قالت إيمان أحمد، من أهالى مدينة «شبرامنت» بمحافظة الجيزة، إنها كانت تحلم بأن تعيش حياة هانئة عقب زواجها بمن تحب، لكن كان للقدر رأى آخر، إذ توفى زوجها بعد عام واحد من الزواج، تاركًا لها طفلتين توأمًا.
وأضافت البالغة من العمر ٢٥ عامًا: «ولأن زوجى كان يعمل فى أحد المحال التجارية باليومية، لم يتوافر لدىّ أى مصدر دخل عقب وفاته، لأمد يدى لأهلى والمقربين منى وأحصل منهم على أموال، دون أن أعرف كيف أسدد هذا الدين».
وواصلت: «بقيت على حالتى هذه عامين، حتى لم أجد من يقرضنى ويمد لى يد العون، فذهبت للعمل فى أحد المنازل، لكنى شعرت بإهانة شديدة لعملى كخادمة، لذا قررت أن أنتهز أى فرصة قادمة وأتعلم حرفة يمكننى أن أنفق بها على بناتى».
وأكملت: «لذا فور علمى بالورشة التدريبية التى تنظمها المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) لمساعدة المرأة المعيلة فى تحمل أعباء الحياة، من خلال تدريبهن على الخياطة، داخل المركز الفنى لتعليم الفتيات فى مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، قررت تسجيل بياناتى ضمن المنضمات للورش التى تستمر ٣ أشهر متواصلة، وتتعلم فيها الفتيات طرق القص والتطريز والخياطة والتصميم وصولًا إلى التسويق، وغيرها من الفنون التى تساعد فى الانخراط بالسوق وتقديم المنتجات للمحال التجارية والمصانع».
وأوضحت أنه «منذ اللحظة الأولى لالتحاقى بالدورة التدريبية لتعليم الفتيات فنون الخياطة التابعة للمبادرة الرئيسية (حياة كريمة)، قررت أن أفتح مشغلى الخاص، وأضم إليه جيرانى من الفتيات»، مشيرة إلى أن المبادرة الرئاسية عقب الانتهاء من التدريب، تساعد الفتيات فى إنشاء مشغلهن الخاص، أو توفر لهن فرصة عمل فى أحد المصانع أو داخل مركز التدريب.
واختتمت بقولها إن ما تقدمه «حياة كريمة» فى المركز التدريبى لتعليم الفتيات فنون الخياطة، كان حلمًا بالنسبة لها، بعد أن نجحت فى انتشالها من الانهيار وعدم قدرتها على توفير قوت يومها، موجهة الشكر للقائمين على المبادرة والرئيس عبدالفتاح السيسى، على جهودهم العظيمة فى دعم المرأة المعيلة.
فاطمة طارق: وعدونا بتوفير فرص عمل لائقة عقب انتهاء التدريب
قررت فاطمة طارق، من قرية «شبرامنت» التابعة لمركز «أبوالنمرس» بمحافظة الجيزة، الالتحاق بورشة التدريب على فنون الخياطة والتفصيل التابعة للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» فور أن علمت بها، لأنها كانت ترغب فى تعلم حرفة تساعدها فى تحمل أعباء تربية إخوتها الصغار مع والدتها صاحبة الـ٦٠ عامًا. وقالت «فاطمة» إن والدها توفى قبل ٥ سنوات، وأصبحت والدتها هى العائل الوحيد للأسرة، من خلال العمل فى أحد المحال التجارية المتخصصة فى بيع المواد الغذائية، وبعد أن تفرغ من عملها تذهب للخدمة فى المنازل لتدبير نفقات أبنائها الصغار.
وأضافت: «لم أكمل تعليمى، لذا لم أكن أملك حيلة لمساعدة أسرتى وإنقاذها من الجوع، ما دفعنى للانضمام إلى الورشة لتعلم فنون الخياطة والتطريز، لأكون مؤهلة للعمل فى المشاغل ومصانع الملابس الجاهزة».
وأوضحت أنها تغادر قريتها وتتجه إلى مدينة السادس من أكتوبر، ٣ أيام فى الأسبوع، لتلقى التدريب، مضيفة: «آمل أن أجد فرصة عمل فى أحد المصانع أو فى مشغل من المشاغل التابعة لـ(حياة كريمة) فور انتهاء تدريبى».
وبينت أن فترة التدريب تستمر ٣ أشهر متتالية، مشيرة إلى أن القائمين على تدريبهن التابعين للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» وعدوهن بتوفير فرصة عمل لكل المتدربات عقب انتهاء فترة التدريب، فى المصانع أو الورش المتخصصة فى إنتاج الملابس.
واختتمت بتوجيه الشكر للرئيس السيسى ومبادرة «حياة كريمة»، على حرصهما ودعمهما الأسر الأكثر احتياجًا، بما يضمن تمكين المرأة المعيلة اقتصاديًا فى القرى الفقيرة.
دعاء إبراهيم: المبادرة حققت لى حلم الطفولة.. وساعدتنى فى الحصول على قرض
قالت دعاء إبراهيم، من مركز «العياط» بمحافظة الجيزة، ٤٦ عامًا، إنها كانت تحلم منذ الصغر بإدارة مشغلها الخاص، وأن تصبح مصممة أزياء معروفة يطلب المشاهير تصميماتها، لكنها تزوجت فى وقت مبكر ولم تستطع تحقيق هذا الحلم، الذى تجدد مرة أخرى عبر الالتحاق بالورشة التدريبية التابعة لـ«حياة كريمة».
وأضافت «دعاء» أن الحلم لم يفارقها لحظة، لكن لم تكن تعرف من أين تبدأ، فلم تتلق أى تدريب عن الخياطة وفنون التصميم منذ أن كانت صغيرة، كما أنها لا تملك المال لإدارة وتنفيذ المشروع.
وواصلت: «كل المشكلات انتهت بفضل المبادرة الرئاسية (حياة كريمة)، التى وفرت لى تدريبًا مجانيًا على فنون الخياطة والتصميم لمدة ٣ أشهر، تعلمت فيها كل تفاصيل المهنة، ويساعدوننى بعدها فى الحصول على قرض من قروض المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر التى تمولها الدولة لدعم أصحاب المشروعات الصغيرة، لأتمكن من فتح المشغل الذى لطالما حلمت به».
واختتمت: «أتوجه بالشكر للرئيس السيسى والمبادرة الرئاسية (حياة كريمة)، على مساعدتهما لى فى تحقيق حلم طفولتى وتحويله إلى حقيقة».