هنا الصمت جريمة إنسانية
الوهم الكبير الذى يعيش فيه أغلبية الشعب المصرى هو أن السكوت أمان و(تكبير دماغ)، وأن السكوت على التحرش والاغتصاب أهون من نظرة المجتمع القاسية، وأن الضحية هى التى تموت والمجرم المتحرش والمغتصب هو الذى يتحرك ويستمر فى جرائمه دون حساب أو عقاب.
لن نصمت، وسنخرج عن صمتنا إلى الأبد.
الخوف تمكن من القلوب ومن اللسان، والكل يلهث خلف تحقيق رغباته.
اهتزت السماء من فعل البشر.
ليس إنسانًا، ولكن وحش بكل معانى الكلمة، خطف واغتصب وقتل ودفن وسافر وأكل وشرب ونام وترك أمًا تبحث عن طفلها الذى يبلغ خمس سنوات.
خرج الطفل لشراء الحلوى، خرج ولم يعد منذ 18 أبريل 2015، وظلت الأم تبحث عن ابنها طيلة 8 سنوات فى كل المحافظات أملًا فى إيجاده. ولم تعثر عليه رغم أنه قد تم دفنه فى بيت مهجور قريب منها. والذى يتم بيعه ليجدوا فى أرضه عظامًا وملابس الطفل محمد التى ارتداها عندما ذهب لشراء الحلوى.
الغريب فى الأمر، أن القاتل المجرم المغتصب معروف، والجميع يعلم عنه فى منطقتهم أنه متحرش بالأطفال. يعلمون ويصمتون، فماذا أنتم فاعلون؟
قال بعض أهالى المنطقة، إنهم سمعوا صوت الطفل. ولكن صمتهم، سمح للمجرم أن يظل يمارس إجرامه بأمان تسبب فى أمراض نفسية وجسدية وسرية للأطفال الذين تعرض لهم وانتهك آدميتهم. وبالطبع، لا نعرف بدقة عدد الأطفال الذين تعرضوا للاغتصاب من هذا المجرم المنحرف؟
اغتصاب طفل دمياط وقتله هو تعبير عن صرخة أم لكل المجتمع المصري. قضية مجتمعية خطيرة ومعقدة منبثقة من كل ما يحدث فى مجتمعنا، ومعبرة عن الكثير من الأحداث للشخصية المصرية الصامتة.
إنه الخوف الذى سيطر على القلوب
وأسكت الأفواه والألسن
الخوف من كل شيء
خطف الضمير
سكت العالم
اختفى أطفالنا واغتصبوهم وقتلوهم
كلنا شركاء فى هذه الجريمة. ليس اللوم على الحكومة وحدها.
الهندسة الاجتماعية لهذا النسيج المعقد من التركيبات الإنسانية المحملة بالشر والخير.
غلب الشر الخير، وصمت الإنسان، فأين الحق؟.
حكم الحقيقة..
1 - كل من يتحرش أو يتعدى باللفظ أو الفعل، يتم تحويله إلى التأهيل النفسى فورًا. وتحت إشراف وزارة العدل لضمان التنفيذ.
2 - يتم نبذ المتحرشين من كافة فئات المجتمع.
3 - عقوبة اغتصاب الأطفال هى الإعدام.
4 - سرعة إصدار الحكم فى مدة لا تتعدى 30 يومًا من حدوث الجريمة، وإعلان ذلك للرأى العام.
5 - تجريم كل من يحمى مغتصبًا، وتخصيص رقم سريع لمراكز التأهيل، والحفاظ على سريته.
نقطة ومن أول الصبر..
الصمت عن الحق اغتصاب وقتل متعمد لكل إنسان له حق الحياة.