تمثال زائف.. كيف كشف متحف ليدن بهولندا محاولات سرقة حضارة مصر؟
سلطت صحيفة "آرت نيوز" الأمريكية، الضوء على محاولات سرقة الحضارة الفرعونية والهوية المصرية، بعد أن أثار معرض جديد في المتحف الوطني للآثار بهولندا جدلاً من خلال تضمين عمل فني معاصر يبدو أنه يصور توت عنخ آمون على أنه شخص أسود.
وأفادت الصحيفة أن المعرض يقام تحت عنوان "كيمت: مصر في الهيب هوب"، والذي يجمع بين الآثار المصرية من مجموعة المتحف وعمل مستوحى من الثقافة المصرية القديمة من قبل موسيقيين من الشتات الإفريقي، بما في ذلك بيونسيه وريانا.
هوية مصرية حقيقية
وبحسب الصحيفة الأمريكية، أوضح معرض “ليدن” أن أجيال من الموسيقيين السود استمدوا القوة والتمكين من الثقافة المصرية القديمة، فقد كانت الهوية العرقية للمصريين القدماء موضوع نقاش مفعم بالحيوية لعقود، حيث يسعى الكثيرون لنسب هذه الحضارة العظيمة لأنفسهم.
وتابعت: المعرض يكشف أن الحضارة المصرية تُنسب لوطنها وهو مصر أو كيمت والتي تعني الأرض السوداء، فهو يكشف أن الأرض الغنية الداكنة لوادي النيل كانت سوداء وليس بشرة المصريين القدماء، كما يؤكد أن النظرية القائلة بأن أنوف العديد من التماثيل المصرية القديمة قد قطعت في العصر الحديث لإخفاء ملامح أفريقية واضحة، غير صحيحة.
من جهته، قال دانيال سليمان، أمين المتحف المصري والنوبي "هذا موضوع صعب للغاية وهذا هو الشيء في هذا المعرض، أعتقد أنه يجب منح الفن الإفريقي فرصة للظهور".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من هدف المعرض، فإن الأيقونة الخاصة به لاقت رد فعل عالمي وليس مصري فقط عنيف للغاية، بسبب تمثال ديفيد كورتيس حيث تم تصوير مغني الراب الأفريقي الأمريكي ليبدو وكأنه القناع الشهير للملك توت.
وتابعت أن التمثال ينتهك القانون المصري لحماية الآثار، بتصويره ملك فرعوني دون تصريح من الهيئات المختصة في مصر وبشكل مخالف لشكله الحقيقي، لكن المعرض يهدف في النهاية إلى تسليط الضوء على الهوية العرقية والاستيلاء الثقافي على الحضارة المصرية.
اتهامات بسرقة الهوية المصرية
وأضافت أن التمثال تسبب في هبوط تقييم المعرض على جوجل ليصل إلى نجمة واحدة فقط، مع اتهامات بتشجيع الأفروسنتريك، وسرقة الحضارة الفرعونية.
وقال مدير المتحف ويم ويجلاند: " المعرض لا يزعم أن المصريين القدماء كانوا من السود، لكنه يستكشف موسيقى الفنانين السود الذين يشيرون إلى مصر القديمة والنوبة في أعمالهم فقط".
وأشارت الصحيفة إلى أن الضجة حول المعرض جاءت عبر موجة الغضب الدولية الكبرى من مسلسل نيتفليكس الوثائقي حول حياة كليوباترا آخر ملوك مصر الفرعونية، التي جسدتها الفنانة ذو البشرة السمراء أديل جيمس.