طوّر البشرية أم يكون سبب فنائها.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعى حياتنا بحلول 2030؟

أثار الذكاء الاصطناعي حالة من الجدل خلال الفترة الماضية، مع ظهور الكثير من البرامج التي تعتمد عليه، آخرها الصور المزيفة التي ظهرت للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهو معتقل.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي في خمسينيات القرن الماضي، أثناء مؤتمر لجامعة دارتمورث، وسط شعور بالسعادة وسط العلماء وتفاؤل بتطوير الذكاء الاصطناعي إلا أن الفترات التالية أحبطت العلماء بسبب ضعف التمويل للمشروعات المرتبطة به، وخلال العقدين السابقين ظهر من جديد الذكاء الاصطناعي مع تطور صناعة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية، ولم يعد الإنسان وحده من يستطيع لعب الشطرنج أو يقرأ ويترجم.

وخلال السنوات الماضية بدأ الذكاء الاصطناعي يقفز قفزات مذهلة في ظل رغبة العلماء بإحداث ثورة في عالم التكنولوجيا بإدخاله في كافة المجالات العملية والصحية والدراسية والترفيهية أيضا، رغم ما يثيره الذكاء الاصطناعي من قلق وتحديات لدى البعض إلا أن عجلته دارت دون توقف.

وسائل نقل أكثر أمانًا

يرى الخبراء أن الذكاء الاصطناعي في مجالات النقل والمركبات ذاتية التحكم والطائرات بدون طيار، مع تطورها ستغير بشكل كامل نمط الانتقالات ونسبة الأمان فيها إلى البشر، كما تؤكد باربرا جروز، عالمة الكمبيوتر بجامعة هارفارد ورئيسة لجنة دراسة AI100، مضيفة أن روبوتات المنزل ستطور كثيرًا ولن يكون دورها منحصرا في أعمال النظافة فقط، بل الأمن ومراقبة الحالة الصحية لسكان المنزل.

ذكاء البشر وطفرة تعليمية وانقراض متوقع

مؤخرًا، كشف عدد من العلماء عن توقعاتهم عن تطور الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القادمة، بعد أن أصبح قادرًا على التواصل مع البشر بسهولة وحل أزمات كانت حلولها تقتصر على البشر فقط، وسط دعوات عالمية بالحذر من الذكاء الاصطناعي وتقنين العمل به لما يمثله من مخاطر على البشر، وعن توقعات خبراء الذكاء الاصطناعي طرحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية السؤال على عدد من الخبراء في هذا المجال.

يقول راي كورزويل، مهندس سابق في شركة جوجل، أن الذكاء الاصطناعي حسب رؤيته وتوقعاته لسرعة تطوره يحتاج فقط لـ6 سنوات حتى يجتاز اختبار "تيورنج" محققًا مستوى مخيفا وهو الذكاء البشري.
 

من جانبه، قال الدكتور عجاز علي، رئيس قسم الأعمال والحوسبة في جامعة رافنزبورن الإنجليزية، إن الأطفال سيصبح لديهم معلم افتراضي يقدم لهم دروسيًا في عدة مجالات، مشيرًا إلى أن ذلك سيتم عبر نظارات الواقع المعزز أو غيرها من الوسائل المتطورة.

في السياق ذاته، حذر إيليزر يودوكوفسكي، عالم الحاسوب الأمريكي، من خطورة الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن تطوير العلماء له دون حذر شديد قد يتسبب في نهاية البشرية في عام 2030، مضيفًا أن تخطي الذكاء الاصطناعي حدودا معينة يهدد بانقراض البشر.

طفرة في مجالات الطاقة والاقتصاد

في سياق أكثر تفاؤلاً أكد فريق خبراء شركة "بي دبليو سي" الاقتصادية أن الذكاء الاصطناعي قد يكون سببًا في زيادة قيمة الاقتصاد العالمي، بما يتخطى الـ15 تريليون دولار بحلول 2030، بسبب مساهمة التكنولوجيا المتطورة في تحسين المنتجات على كافة المستويات.

كما أكد سام ألتمان، مؤسس الشركة المسئولة عن تطوير "شات جي بي تي" الأكثر شهرة في مجال الذكاء الاصطناعي، أن تطوير العمل على الذكاء الاصطناعي سيكون سببًا في حل أزمة الطاقة بحلول 2030، مؤكدًا أن المستقبل سيكون رائعا بشكل لا نتصوره.

وأيضًا في مجال الرعاية الصحية، يتوقع سيمون باينا الرئيس التنفيذي لشركة OmniIndex، نجاح الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمشكلات الصحية قبل حدوثها في 2030، مضيفًا أن مستقبل الذكاء الاصطناعي سيكون عبارة عن خدمات مبنية على تلبية احتياجات محددة، وليس مثل ChatGPT أو Google Bard، لأن تلك التطبيقات تستخدم التكنولوجيا تعيد المحتوى توظيفه عبر الذكاء الاصطناعي.