مواقع التواصل الاجتماعى.. سلاح ذو حدين فى العلاقات الزوجية بالعصر الحديث
هناك علاقة بين زيادة نسب الطلاق ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذه العلاقة ليست بسيطة أو واضحة، فهناك عوامل كثيرة تؤثر على استقرار الحياة الزوجية والأسرية، ومنها العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون مفيدة أو ضارة بحسب طريقة استخدامها والغرض منها، فمثلًا، بعض الخبراء يرجعون بعض أسباب زيادة الطلاق لمواقع التواصل الاجتماعي، لأنها تخلق علاقات اجتماعية جديدة خارج إطار الزواج، وتسهل التواصل مع الآخرين بأسهل الطرق وفي كل وقت، مما قد يؤدي إلى خيانة أو انفصال.
كما أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تؤثر سلبًا على التفاهم والحوار بين الزوجين، فهي تشغل وقتهم أو تشتت انتباههم أو تزيد من التوتر أو الغيرة.
ومن ناحية أخرى، مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون مصدر دعم وتشجيع للزوجين، إذا استخدمت بشكل إيجابي، فقد تساعد على تبادل المشاعر والآراء والخبرات بين الزوجين، وتحسين جودة التفاعل الزوجي، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون مفيدة للزوجين في حالات البعد أو الانشغال، حيث تتيح لهم التواصل عن بُعد والحفاظ على رابطة الحب والولاء.
ميادة عابدين: السوشيال ميديا ساهمت في زيادة نسب الطلاق
في هذا الصدد أوضحت الكاتبة وخبيرة الإرشاد التربوي والأسري ميادة عابدين، أن أحد أسباب الطلاق من البداية هي التربية غير السليمة في توعية الآباء والأمهات لمفهوم الزواج الذين اقتصروه على الأشياء المادية فقط، حيث يقوم الأبوان من ولادة أبنائهن بتجهيزهم المادي من المفروشات والمسكن فقط ولا يلتفتون للتجهيز المعنوي.
أشارت "عابدين" إلى أنه يوجد خلل كبير في الأسرة المصرية، أدى إلى زيادة نسب الطلاق وعدم احترام قدسية العلاقة التي كرمها الله في كتابه الكريم.
وأشارت عابدين، إلى استيائها مما يفعله المتخصصون، حيث يقومون بالحديث دائمًا عن أسباب تزايد أعداد الطلاق ولا يقدمون حلولًا لما قبل المشكلة كنوع من أنواع المزايدة على الحدث، مضيفة أن السوشيال ميديا ساهمت وبقوة في زيادة نسب الانفصال.
وعن الحلول أكدت الكاتبة وخبيرة الإرشاد الأسرى، ميادة عابدين أن الحلول تتمثل بتكثيف حملات التوعية الأسرية للمقبلين على الزواج، وفي حال طلب أحد الزوجين الطلاق، يجب أن يخضع لحلقات ومحاضرات توعية قبل تسجيل دعوى طلاق، مع استحداث مناهج دراسية مبسطة للمرحلة الثانوية لتوعية المراهقين بقدسية العلاقة الزوجية.