المزينى لـ"الدستور": نتائج قمة جدة فرصة لتفعيل العمل العربى المشترك
أكد سليمان عوض المزيني، رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد جامعة عمر المختار في ليبيا، أن القمة العربية الـ32 في جدة فرصة لتفعيل العمل العربي المشترك.
واختُتمت، أمس، أعمال القمة العربية في جدة بحضور القادة العرب، والتي أكدت ضرورة رفض التدخلات الخارجية في شئون دول المنطقة، ودعم الحلول العربية لأزمات المنطقة.
وأوضح المزيني، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن المنطقة العربية تعاني في هذه الآونة من الأزمات والمشاكل التي تواجه الكثير من دول المنطقة، والتي باتت تهدد حياة المواطن العربي اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا، خاصة بعد التحولات السياسية التي شهدها عدد من دول الربيع العربي في بداية عام 2011، في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، وبعدها في الجزائر والسودان.
وأضاف: "دول ما يسمى بالربيع العربي لم تستقر في الأوضاع السياسية والأمنية، بل تأزمت في بعض منها، حيث دخلت تلك الدول في حروب أهلية وصراعات وانقسامات سياسية، مثل ما يحدث في ليبيا واليمن وسوريا، وعليه فإن قمة جدة كانت مطالبة بأن تتولى تقييم الأوضاع في هذه الدول، وبعدها تقديم المعالجات العملية لتلك التحديات والمشاكل، وبشكل يضمن توفير كافة الإمكانيات المادية والمعنوية، من أجل أن تتجاوز تلك الدول أزماتها على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية".
كيف تدعم الجامعة العربية ليبيا فى أزمتها؟
وأوضح المزيني أن الأزمة الليبية بدأت بعد ثورة فبراير عام 2011، التي أسقطت نظام معمر القذافي، حيث ساهمت سياسة القذافي الفاشلة والفوضوية التي دامت أكثر من أربعة عقود فيما أصاب المجتمع الليبي من فقدان وجود دولة المؤسسات والقانون منذ انقلاب القذافي على النظام الملكي في ليبيا عام 196.
وتابع: "لهذا نجد أن الأوضاع السياسية والأمنية تحولت إلى صراع بين القوى السياسية الليبية نتيجة لعدم وجود جيش وطني ومؤسسات أمنية، بعد سقوط النظام، تتحكم وتسيطر على زمام الأمور. وهكذا دخلت ليبيا حروبًا أهلية بسبب الصراع على السلطة والثروة بين المناطق والمدن والقبائل، ونتيجة للموقع الجغرافي لليبيا الممتاز، فهي بوابة إفريقيا وحلقة الوصل التي تربط بين القارتين الأوروبية والإفريقية، وهي جسر التواصل بين المغرب العربي والمشرق العربي، بالإضافة إلى ما يملكه هذا البلد العربي من ثروات طبيعية كبيرة، وأهمها النفط، حيث تعتبر ليبيا من أكبر الدول المصدرة للنفط على مستوى القارة الإفريقية وتملك أكبر احتياطي فيها".
وأضاف: «نتيجة لكل هذه العوامل، فقد كانت الأزمة الليبية تمثل تهديدًا خطيرًا لدول جوار ليبيا، فقد حاولت تلك الأطراف الخارجية التدخل في الأزمة الليبية بما يضمن تحقيق والمحافظة على مصالحها في هذا البلد، خاصة من جانب الدول الأوروبية التي تنافست على التدخل في الأزمة الليبية، وهذا التدخل أصبح يغذي الانقسام بين الأطراف المتصارعة الليبية، حيث عملت كل دولة على دعم أحد الأطراف، وهذا ما ساهم في تعقيد الأزمة واستمرارها دون إيجاد تسوية لها».
وشدد الخبير الليبي على أن حل الأزمة الليبية يتطلب موقفًا عربيًا قويًا وجادًا وفعالًا من قبل الجامعة العربية، كما أن معالجة الأزمة تتطلب من العرب أولًا دعم كافة المساعي الإقليمية والدولية لإخراج كافة المجموعات المسلحة المتواجدة على الأراضي، أما الخطوة الثانية فهي توحيد المؤسسة العسكرية بحيث يصبح لليبيا جيش وطني يحمي الوطن والمواطن، أما الخطوة التالية فهي إقامة انتخابات برلمانية ورئاسية بعدما يتفق الليبيون على دستور.
وتابع المزيني: "من هنا يمكن القول إن هذه الخطوات المهمة يجب أن تشرف على تنفيذها الأطراف العربية حتى يمكن معالجة الأزمة الليبية، لأن استمرار هذه الأزمة سوف يكون له تداعيات خطيرة على المنطقة العربية كافة. وأعني أن هذه المساعي يجب أن تقوم بها الجامعة العربية أو بعض الدول العربية على شكل مساعٍ فردية على مستوى دول الجوار، وأهمها مصر، الدولة العربية التي تربطها بها علاقات تاريخية، وهي العمق الاستراتيجي لليبيا".