قمة جدة.. سياسيون عرب: مصر قِبلة العروبة وكلمتها فى القمة تدعم إنهاء أزمات المنطقة
أشاد سياسيون وخبراء عرب بدور مصر فى حل أزمات المنطقة، مشيرين إلى أن القاهرة من خلال مشاركتها فى القمة العربية بجدة، ستظل داعمة لإنهاء معاناة وشعوب المنطقة.
وقال الكاتب وأستاذ العلاقات الدولية اللبنانى، على دربج، إن مصر لطالما كانت قبلة الجميع، ومحكمة العرب التى يلجأ إليها المتخاصمون والمختلفون فيما بينهم، والحاضنة التى تفتح أبوابها للعرب وتنصت لمشاكلهم، وهو ما يستمر رغم التحديات والمصاعب التى فرضتها ظروف إقليمية ودولية، دون أن ينتقص أو يقلل من الدور المصرى فى حل واحتواء الأزمات العربية الداخلية.
وأضاف «دربج»: «مشاركة مصر فى القمة ليست عادية، فهى دولة عربية إقليمية وازنة، لها ثقلها السياسى والجيوسياسى، ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى العالم، فهى دولة قطب، لها حضورها الوازن والفاعل».
وشدد على أن «الرئيس عبدالفتاح السيسى استطاع أن يحقق إنجازات ونقلة نوعية على مستوى الصناعة والعمران وغيرهما، وهو ما يأتى فى إطار الجهود التى تبذلها مصر للتقدم أكثر وأكثر على كل المستويات، لذا فإن كلمة مصر فى القمة العربية سيكون لها صدى، والوفد المصرى برئاسته، سيكون محطة للقاءات مع الملوك والرؤساء والحكام العرب».
وواصل: «يجب ألا ننسى الدور المصرى الأهم فى التوفيق والتقريب بين سوريا والأشقاء العرب، الذى توّج أخيرًا بالمصالحة وعودة سوريا للحضن العربى، فهذه هى مصر، وتلك هى عظمتها». وأكمل: «مصر لم تكن غائبة أبدًا عن أى ملف، بل كانت تدعو دائمًا الى الوئام والمصالحة ووحدة الصف العربى».
وقالت الإعلامية التونسية، ضحى طليق، إن تونس كانت- وما زالت- تنادى بتعزيز العمل العربى المشترك، بما يساعد فى تعزيز جهود التنمية، خاصة فى الدول العربية الأقل حظًا.
وأشادت «ضحى» باستعادة سوريا مقعدها فى الجامعة العربية، مضيفة: «لطالما رفض التونسيون قطع العلاقات مع هذا البلد الشقيق، الذى دفع من الدماء والخسائر البشرية والمادية ما يساوى آلاف المليارات، وهو ما انعكس سلبًا على جهود التنمية به، وأيضًا على الدول العربية المجاورة، التى تستضيف ملايين اللاجئين السوريين»، معتبرة أن «العرب مطالبون اليوم بإعادة إعمار سوريا، حتى يعود إليها الاستقرار، ويعود إليها السوريون».
وحول الدور الذى يمكن أن تلعبه مصر على المستوى العربى، قالت الإعلامية التونسية: «لا شك أن الجميع قد استوعب الدرس من الأزمة السورية، وعليه فإن مصر مطالبة ببذل جهود مكثفة لإيجاد حل سلمى ووقف الاقتتال فى السودان، التى تعد امتدادًا طبيعيًا لمصر».
ومن ليبيا، شدد اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوى بالقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، على صعوبة المرحلة التى تمر بها المنطقة حاليًا، خاصة فى ظل تزايد اهتمام العالم بها كمنطقة صراع.
وقال «المحجوب»: «وسط كل هذا، كان العمل الدءوب من مصر عبر قيادتها، وهو عمل ذو أهمية خاصة، وحقق بلا أى شك الكثير من الإنجازات، رغم صعوبة الوضع العام حاليًا، من صراعات مسلحة وفوضى أمنية، خطرها يؤثر على الأمن القومى للمنطقة ككل، الذى تشكل مصر الجزء الأهم فيه، باعتبار أن حدودها البريّة تطل مباشرة على مناطق عدم الاستقرار».
وأضاف: «العرب يعتبرون مصر الشقيقة الكبرى، التى دائمًا ما تعمل على رأب الصدع وحلحلة المشاكل، وتفويت الفرصة على المتربصين بوطننا العربى».
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القدس، إن مصر تعتبر من أهم دول المنطقة تأثيرًا فى ملفات عديدة، وشاركت فى حل العديد من الأزمات، من ضمنها الأزمة السورية، وتسهيل عودة سوريا لجامعة الدول العربية، كما لعبت دورًا فى تخفيف الأزمة فى ليبيا والسودان واليمن وفلسطين.
وأضاف «الرقب»: «مصر تحتضن على أرضها كل العرب، بغض النظر عن وجود أزمات على أراضيهم، كما هى الحال فى العراق وسوريا واليمن والسودان، وتحضر القمة العربية لتتحدث عن الدولة الوطنية العربية ووحدة الأراضى العربية».
وواصل: «مصر واصلت الليل بالنهار، خلال الأيام الماضية، لحقن دماء الشعب الفلسطينى بعد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والعالم العربى أولًا والعالم بشكل عام، يدرك دورها وقوتها السياسية والإقليمية»، مشيرًا إلى أن حضور مصر القمة العربية فى جدة، له دور فى التخفيف من أى توترات عربية.
وقال الصحفى والإعلامى العراقى، أحمد عماد، إن مصر ركيزة أساسية للعمل العربى، خاصة أنها تعمل على دعم الدول العربية، وتهيئة الظروف المناسبة لاستقرارها، مضيفًا: «نحن نريد أن تأخد مصر دورًا أكبر وأبرز».
وبَين أن النقطة الأهم التى يحتاجها العراق من القمة، هى أن تضغط الدول العربية على تركيا بسبب أزمة المياه المتفاقمة فى بغداد، فأنقرة ما زالت تقطع المياه عن نهرى دجلة والفرات.