هل تسهم زيارة وزير التجارة الصينى للولايات المتحدة فى تخفيف التوتر بين البلدين؟
تزامناً مع انعقاد قمة قادة مجموعة السبع في مدينة "هيروشيما" اليابانية، وفي الوقت الذي يحتل فيه النقاش حول الصين الأجندة الرئيسية على جدول أعمال القمة، أفاد المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، بأن وزير التجارة الصيني "وانغ وينتاو" سيقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسيلتقي خلالها بوزيرة التجارة الأمريكية "جينا ريموندو"، وممثلة التجارة الأمريكية في واشنطن "كاثرين تاي".
ونرصد من خلال التقرير التالي، أهمية الزيارة في هذا التوقيت، وتأثيرها في تخفيف التوتر بين البلدين.
وفي هذا السياق، قال أحمد السيد، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الإعلان عن الزيارة يتزامن مع وقت تضررت فيه التجارة بين الصين والولايات المتحدة بشكل كبير، وأصبحت نقطة خلاف أساسية في صلب العلاقات بين البلدين، خاصة مع فرض الولايات المتحدة إجراءات حمائية أحادية الجانب ضد بكين.
وأضاف السيد، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الزيارة تأتي في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة والصين إعادة تقويم العلاقات المتوترة بينهما، كما تأتي عقب اجتماع هام تم في مدينة "فيينا" بين وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" ومستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" في محاولة أمريكية صينية لإعادة الاتصالات والمشاورات بين البلدين.
وأوضح السيد أن أهمية الزيارة تأتي أيضًا من إدراك الجانبين من أن غلق قنوات الاتصال بينهما واتباع سياسة التصعيد، خاصة في القضايا الاقتصادية لم يجد نفعًا مع أي منهما وتوصلهم إلى أن توافر قنوات اتصال ستسمح للطرفين من طرح خلافاتهم على طاولة النقاش بما يقود في نهاية المطاف للتوصل لصيغ تفاهم مشتركة.
ولفت السيد إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أن هناك قضايا دولية وبيئية لا بد من مشاركة الصين في التوصل لحلول لها.
وتابع السيد "إذا كتب لهذه الاجتماعات النجاح، فهذا سيشير إلى إحياء الدبلوماسية بين الجانبين، ودليل على أنه يمكن لواشنطن وبكين الاتفاق على أنهما يتقاطعان في مصلحة مشتركة، تدفع كليهما لإدارة خلافاته مع الآخر بشكل أفضل".
السيد: بكين منفتحة على الاتصالات على جميع المستويات مع الولايات المتحدة الأمريكية
وحول تأثير الزيارة في تخفيف التوتر بين البلدين، قال السيد إن الإعلان عن الزيارة من قبل الجانب الصيني، يوضح أن بكين منفتحة على الاتصالات على جميع المستويات والتعاون عبر جميع المجالات مع الولايات المتحدة، ولكن على أساس الاحترام المتبادل.
ولفت السيد إلى أنه يمكن النظر إلى هذه الزيارة على أنها بمثابة خطوة مهمة في إصلاح العلاقات الدبلوماسية المشحونة بين البلدين، والتي بلغت أسوأ مستوى لها منذ عقود.
وأكد السيد أن هذه الزيارة ستوفر فرصة للبلدين للدخول في حوار بناء من خلال القنوات الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف لمعالجة اهتمامات كل منهما في المجالات الاقتصادية والتجارية.
وقال السيد إن الزيارة ستفتح الآفاق لنشهد اجتماعات وزيارات أخرى بين المسئولين رفيعي المستوى من كلا الجانبين.
واختتم السيد تصريحاته قائلًا: "هذه الزيارة وما سبقها من لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي مع وزير الخارجية الصيني، يبرهن أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للتوصل لحلول للمشكلات العالمية بالتعاون مع الصين، خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وإعلان الصين عن خطة سلام للأزمة".