الرياضة أخلاق أولًا
آفة الرياضة فى مصر بُعدها عن الهدف الأسمى لها فى الكثير من الأندية وهو حسن الخلق والارتقاء بالسلوكيات والنفوس للوصول إلى الروح الرياضية السمحة.
تابعت ما يحدث أخيرًا فى الأندية الكبرى، وكما توقعت كانت النتائج كارثية فور انعدام الأخلاق.
نادٍ ساحلى كبير اختار رئيسًا له رجل أعمال محترمًا وناجحًا ومن أثرياء مصر وتفاءل الجميع خيرًا.. لكنه للأسف اختار لتدريب الفريق مديرًا فنيًا يتعامل مع اللاعبين بالألفاظ البذيئة ودائم الشجار مع الحكام ومدربى الأندية المنافسة.. باختصار هو وتوأمه يشتهران بسوء الخلق والعصبية.. النتيجة كانت سوء الأداء والنتائج مما اضطر مجلس الإدارة لإقالتهم واختيار مدرب خلوق من أبناء النادى فتحسنت نتائج الفريق.
مثال آخر لنادٍ كبير إفريقيًا ومحليًا دأب رئيسه على التفاخر ببذاءاته وبأنه الأسد وأرجل واحد فى مصر ويقوم دائمًا باستعداء كل من حوله ولم يوقفه حبسه عن التطاول حتى على السيد وزير الشباب والرياضة المحترم.. وكانت النتيجة، كما نعلم جميعًا، انهيار مستوى فرق النادى وعدم حصوله على أى بطولة، والأخطر من ذلك التأثر الجمعى لعدد كبير من جماهيره بأسلوبه غير الأخلاقى والدفاع عن تصرفاته التى أدت فى النهايه لخراب النادى.
القضيه ليست فى مصر فقط.. فحينما خرجت جماهير نادى الترجى التونسى عن حدود الأدب وقامت بتحطيم استاد رادس قام الاتحاد الإفريقى «كاف» بمنع دخول الجمهور التونسى للمدرجات أربع مباريات وغرامة مالية كبيرة بلغت ٣٠٠ ألف دولار، وكانت النتيجة هزيمة مذلة على أرضه أمام نادى الأهلى بثلاثه أهداف دون رد.
على الصعيد الآخر نجد أن أكثر الأندية نجاحًا وتشريفًا لاسم مصر فى المحافل الدولية هى أكثرها التزامًا بالأخلاق وتربية النشء على الالتزام بها، وصدق شاعرنا الكبير أمير الشعراء أحمد شوقى حين قال: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. صلاح أمرك للأخلاق مرجعه.. فقوم النفس بالأخلاق تستقم».