"جراجوس- قصة 21 عامًا للآباء اليسوعيين".. أبرز مؤلفات الأب وليم سيدهم
“جراجوس- قصة 21 عامًا للآباء اليسوعيين” أبرز مؤلفات الأب وليم سيدهم، والذي غادر عالمنا قبل ساعات، بعد رحلة طويلة من الثقافة والعلم والتنوير، قدم خلالها كامل حياته لخدمة الثقافة والفنون وإتاحتها لأبناء الوطن بكل الحب والتفاني والقناعة.
يعتبر وليم سيدهم مربيا لآلاف من الشباب عبر أجيال عديدة ــ عبر ترأسه لمجلس إدارة جمعية النهضة العلمية والثقافية جزويت القاهرة ــ مادا ذراعه لتكون تكئتهم للعبور إلى تحقيق أنفسهم في كل مجالات الفنون، وإيمانا بحق جميع البشر في التعلم. رحلة هي النموذج المتجلي لمعنى العطاء والحب والجمال.
وتعد موسوعة “جراجوس- قصة 21 عامًا للآباء اليسوعيين”، والصادر عام 2018 عن دار مجاز للنشر، للأب وليم سيدهم، من أبرز مؤلفاته.
والكتاب يتحدث عن المجهود الروحى والاجتماعى والثقافى والاقتصادى الذى بذله “الآباء اليسوعيون» لمدة 21 سنة في قرية ”جراجوس" القريبة من الأقصر وتتبع مركز قوص بمحافظة قنا، والذى يعتبر مجهودًا فريدًا، لكونهم لم يمارسوا الدين أو الإيمان حرفيًا أو بشكل "ظلامى"، بل على العكس انطلقوا من إيمانهم بالله إلى نشر العلم والعدل والثقافة فى هذا المجتمع القروى الفقير جدًا.
فبينما كانت «"راجوس" خلال الفترة من 1947- 1967 تمر بظروف سيئة للغاية، مثل آلاف القرى الغارقة فى الجهل والفقر والمرض فى ذلك الوقت، جاء هؤلاء الرهبان وحاولوا منح أهالى القرية حقوقهم، فأسسوا مستوصفًا طبيًا، وبنوا مدرسة، بنفس طراز مبانى المعمارى العبقرى حسن فتحى.
كما أنهم أناروا القرية، فى الوقت الذى لم تكن الأرياف فيه تعرف الكهرباء، وأقاموا ما يشبه خزان المياه حتى يشرب منه الأهالى مياها نظيفة، بعدما كانوا يشربون من الترع المليئة بـ"البلهارسيا"، وأقاموا مشروعًا لرى الأرض، وعلموا الأهالى صناعة السجاد، وأسسوا مصنعًا للفخار ما زال يعمل حتى الآن.
وبالتالى فأن هذا المجهود الذي بذله الآباء اليسوعيين، والذى خدموا من خلاله كل الناس بلا استثناء، استحق التسجيل، خاصة أنه جاء من “رهبان” تميزوا بـ"استنارة" فى فهم الدين، وبأفق أوسع ومحبة للجميع. وقد كتبه الأب وليم سيدهم بـ"الفرنسية"، لأن من قدموا الخدمة كانوا فرنسيين، رغم أنهم يتحدثون بـ"العربية"، التى تعلموها ليستطيعوا القراءة والتعرف على المجتمع المصرى، كما أن الكتاب موجه للقارئ العربى والفرنسى علي السواء.
ــ موعد عزاء الأب وليم سيدهم
أقيمت صلاة تجنيز الأب وليم سيدهم في الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم السبت بكنيسة مدرسة العائلة المقدسة بالفجالة ويتبعها الدفن بمدافن الرهبانية بالمطرية، والعزاء من السابعة إلى العاشرة مساء في مدرسة العائلة المقدسة بالفجالة.
