"ريداك والنبى ريداك".. حكاية أغنية جاءت من رجل يبيع النايات
لم يلمع نجم الملحن أحمد صدقي، إلا مع هذه الأغنية التي أصبحت حديث الناس فيما بعد، الأغنية التي شدت بها ليلى مراد، لها قصة يحكيها الملحن أحمد صدقي في حوارٍ له بمجلة "الكواكب".
يقول الملحن أحمد صدقي: "عندما عُهد إلىّ بتلحين بعض من أغنيات فيلم شاطئ الغرام عام 1950، كانت هناك أغنية واحدة من بينها تحمل له في طياتها نصيبًا وافرًا من الحظ، تلك أغنية "ريداك"، وعندما بدأت ألحن هذه الأغنية، ترددت كثيرًا، فإن كلمة ريداك لم تكن من الكلمات المطروقة في محيط الشعر الغنائي، وكانت إلى جانب ذلك كلمة غير مقبولة في الأذن التي تحسن الاستماع إلى الغناء، وكان من الممكن أن يتغاضى المؤلف صالح جودت عنها، لولا أنني لم أستطع أن أضمنها لحنا طيبا أو مقبولا".
ويضيف الملحن أحمد صدقي: "كانت كلمة ريداك بعبارة موجزة كالنغمة النشاذ، وذهبت إلى المخرج بركات، ورددت إليه الأغنية ليعطيها لغيري من الملحنين، وسرني أن أرى المخرج بركات هو الآخر على رأيي، فيما يتعلق بمطلع الأغنية "ريداك والنبي ريداك" حتى إنه عرض على المؤلف الأستاذ صالح جودت أن يستبدلها بعبارة أهواك والنبي أهواك، فلم يقبل صالح جودت أن يغيرها وعارض رأي المخرج بركات، لكن الإشكال ظل مع ذلك قائما، وطلب بركات إلي أن أجرب مرة أخرى".
ويواصل: "عدت إلى البيت، ووضعت أمامي آلة التسجيل ومضيت أحاول تلحين ريداك، ولم أنتبه إلى مضي الوقت، وأنا أحاول تلحينها حتى طلع الفجر، فاندسست في فراشي لأنام، وفيما أنا أحاول إغماض عيني، مر تحت نافذة غرفتي رجل من الفلاحين الذين يبيعون الناي، وكان أثناء مروره يصفر بلحن من نفس النغم الذي كان متسلطا على ذهني، ومضى الرجل في طريقه حتى تلاشى صوت نايه، ولكن ظل النغم يتردد في ذهني، وأخذت أحاول تركيبه على مطلع الأغنية حتى وفقت إلى اللحن الأخير، وبعد أن سجلت الأغنية في الأستوديو، لم أكن أتوقع أنها ستلقي نجاحًا يُذكَر، فلاقت ما لم أكن أتوقع".