مدرسة الفنون الجميلة.. أسسها الأمير يوسف كمال ومحمود مختار أول طلابها
مدرسة الفنون الجميلة المصرية، والتي افتتحت في مثل هذا اليوم من العام 1908، تعد نواة لكلية الفنون الجميلة، وكان المثال محمود مختار أول الملتحقين بها. أسسها الأمير يوسف كمال، بالعقار رقم “100”، والكائن في درب الجماميز.
وتعد “مدرسة الفنون الجميلة المصرية”، أول مدرسة أكاديمية لتعليم الفنون في الشرق العربي. في العام 1928 تغير اسمها إلي “مدرسة الفنون العليا”، ولم يقبل بها إلا من أتم مرحلة الدراسة الأولية.
وفي العام 1936 أضيفت سنة إعدادية إلي سنوات الدراسة الأربعة، فأصبحت مدة الدراسة في مدرسة الفنون الجميلة المصرية خمس سنوات، وذلك بعد إلغاء نظام المدرسة التحضيرية، وحدد القبول بالمدرسة للحاصلين على شهادة إتمام المرحلة الثانوية، وذلك بعد اجتياز اختبار للقدرات.
في بدايات تأسيس “مدرسة الفنون الجميلة المصرية”، كانت تضم أربعة أقسام فقط، وهي: الزخرفة والتصوير والنحت والعمارة. وفي العام 1933 تم إدخال قسم الحفر إلي المدرسة، وفي أعقابها مباشرة تم افتتاح قسم “الدراسات الحرة” للموهوبين.
ويعد “ليون لبلان” هو أول ناظر ومدير للمدرسة، كما كان يدرس النحت إلي جانب إدارته للمدرسة. كما ضمت هيئة تدريس “مدرسة الفنون الجميلة المصرية"، الفنان الإيطالي “فورتشلا” لتدريس التصوير، والفنان “كولون”، أستاذ الزخرفة، وكان تدريس العمارة من نصيب “بيرون”. ويعد الفنان “محمد ناجي”، أول مصري يتولي إدارة المدرسة.
هذه الأماكن كانت مقار لمدرسة الفنون الجميلة المصرية
منذ أن تأسست في العقار رقم 100 بدرب الجماميز بالسيدة زينب، وتنقلت مقار، مدرسة الفنون الجميلة المصرية من مكان إلي آخر، ففي العام 1927 اختير لمقر المدرسة حي شبرا تحديدا في الفيلا رقم 11 بشارع خلاط. بعدها انتقل مقر المدرسة إلي العقار رقم 91 بمحافظة الجيزة.
وفي شهر سبتمبر من العام 1935 نقلت إلي مكانها الحالي والكائن في شارع إسماعيل محمد في الفيلا رقم 8 بحي الزمالك. وعقب قيام ثورة 23 يوليو 1952، تغير اسم مدرسة الفنون الجميلة المصرية للمرة الأخيرة ليصبح كلية الفنون الجميلة، وقد أهدي عميد الأدب العربي طه حسين فيلته إلي المقر الحالي لتوسعتها وضمت إلي وزارة التعليم العالي في العام 1961.
ويشير الفنان التشكيلي “مصطفي الرزاز”، في كتابه “الفن المصري الحديث”، إلي أنه وبالتوازي مع تأسيس “مدرسة الفنون الجميلة المصرية" تكثفت الجهود لدعم المدرسة بعدما حظيت بمتابعة ورعاية واهتمام شخصي من الأمير يوسف كمال ــ مؤسس المدرسة ــ لضمان استمرار الدراسة بها، كما أنه أوفد البعثات التعليمية إلي الخارج علي نفقته الشخصية والتي ضمت أوائل الخريجين من المدرسة، وكان من بين الفنانين الذين سافروا في هذه البعثات لاستكمال دراسة الفن في الخارج، كل من الفنانين: محمود مختار، راغب عياد، محمد حسن، أحمد صبري وغيرهم.
كما يلفت “الرزاز” إلي “محمد محمود بك” بذل الجهود المكثفة لدفع القصر والبرلمان لرصد ميزانيات لإرسال البعثات وشراء المقتنيات وتأسيس المؤسسات الفنية.