هل تتدخل حماس عسكريًا فى المواجهة بين إسرائيل والجهاد الإسلامى؟
أعلنت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية، اليوم الأربعاء، بدء عملية "ثأر الأحرار" للرد على الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل فجر أمس الثلاثاء، والتي أسفرت عن مقتل 3 قادة بارزين في حركة الجهاد الإسلامي. فيما أشارت تقارير إلى أن حماس– حتى هذه اللحظة- لم تتدخل عسكريًا، لكنها تظهر في البيانات المشتركة والإعلام وعلى المستوى السياسي فيما يخص بالتنسيق بين الفصائل الفلسطينية.
حتى بعد إطلاق الصواريخ من القطاع نحو إسرائيل، والتي تجاوز عددها 300 صاروخ، فإن المعادلة لا تزال مواجهة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي، ويظل السؤال الأكبر هو ما إذا كانت حماس ستتدخل عسكرياً في المواجهة أم لا؟
إسرائيل تريد تحييد حماس
خلال الحملة الأخيرة على غزة في أغسطس الماضي، والتي تسمى"الفجر الصادق" في عهد حكومة للبيد- بينت، ركزت إسرائيل على استهداف "الجهاد"، و"حماس" لم تشارك في إطلاق النار حتى اللحظة الأخيرة. وفي ظروف مشابهة بدأت إسرائيل عمليتها، أمس، والتي أطلقت عليها اسم "السهم الواقي" حيث أعلنت إسرائيل أنها تستهدف قيادات الجهاد الإسلامي ومواقعه العسكرية، في محاولة منها لإبقاء "حماس" خارج المعركة، لكن في ضوء الظروف وعدد المصابين، ليس مؤكداً أن تستمر حماس في الوقوف خارج المعركة.
لدى حماس كل الدوافع لمهاجمة إسرائيل، ضغوط الجماهير والمطالبات بالانتقام في وسائل الإعلام العربية وشبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب مقتل أربعة أطفال وخمس نساء في الهجوم الليلي، بالإضافة إلى ثلاثة من كبار أعضاء الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى مقتل طبيب فلسطيني.
لماذا لا تريد حماس التدخل؟
من الواضح من تأخر الرد الفلسطيني على الاغتيالات، أن الجهاد الإسلامي لا يريد أن يخوض تلك المواجهة مع إسرائيل وحده، لأنه مثلما حدث في عملية الفجر الصادق، فإن المواجهة بين إسرائيل والجهاد أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا في صفوف الجهاد، ولم تكن هناك أضرار كبيرة في الجانب الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، هناك مؤشرات على وجود خلافات بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي حول العملية، ومن المرجح أن الخلاف هو حول مشاركة حماس عسكرياً في المواجهة وتوسيعها لعدة أيام أخرى، فيما تفهمت حماس الثمن الذي ستدفعه إذا شاركت بشكل عسكري، فيما يخص ضرب بنيتها التحتية ومواقعها العسكرية، التي أعادت بناءها بعد المواجهة العسكرية في مايو 2021 التي تسمى في إسرائيل باسم "حارس الأسوار"، فحماس لديها ما تخسره لكونها الجهة الحاكمة ومسئولة عن حياة أكثر من مليوني ساكن في قطاع غزة، أما الجهاد الإسلامي فهو لا يتحمل هذه المسئولية تجاه الفلسطينيين في غزة، مما يجعل حماس أكثر حذراً عن خوض عملية عسكرية طويلة مع إسرائيل.
على المستوى الاستراتيجي، فإن "حماس" معنية بجولة قصيرة، الواقع الحالي بين إسرائيل وغزة مريح بالنسبة إليها، منذ سمحت إسرائيل بدخول نحو 17 ألف عامل من قطاع غزة للعمل في داخل أراضيها. ورواتب العمال إلى جانب المساعدات الشهرية القطرية، أدت إلى تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع إلى حد ما، وهو ما يساعد "حماس" على الاستمرار في حكم القطاع، ويعزز شعبيتها بين الفلسطينيين.
من الناحية العسكرية، فإن دخول "حماس" إلى القتال سيقوي الهجمات الفلسطينية، ويمكن أن يدفع إسرائيل إلى القيام بخطوات إضافية، كتجنيد احتياط أوسع ووضع كتائب نظامية في حالة جهوزية، تحضيراً لحملة برية ممكنة في القطاع، وسيكون من الصعب احتواء العملية العسكرية وقد يتم توسيعها لعدة أيام أخرى. وحتى هذه اللحظة، كما يبدو، أن حماس والجهاد وإسرائيل غير معنيين بمواجهة واسعة لأيام عديدة.