مُحذرًا من مخاطر الذكاء الاصطناعي.. هنري كيسنجر: "مشكلة جديدة تمامًا"
قال هنري كيسنجر إنه يريد لفت الانتباه إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي، بنفس الطريقة التي فعلها مع الأسلحة النووية، لكنه يحذر من أنها "مشكلة جديدة تمامًا"، بحسب موقع مجلة “fortune”.
في سن التاسعة والتسعين، يمكن أن يُغفر لرجل دولة كبير في السن مثل هنري كيسنجر ألا يكون على دراية بالذكاء الاصطناعي، لكن الدبلوماسي السابق الذي لعب دورًا رئيسيًا في تحديد السياسة الخارجية الأمريكية خلال الحرب الباردة، أصبح متفاعلًا بشكل متكرر مع التطورات الأخيرة للذكاء الاصطناعي.
ومنذ ظهور برنامج "شات جي بي تي" في نوفمبر، والذي دفع Microsoft و Google وشركات التكنولوجيا الأخرى إلى إطلاق الذكاء الاصطناعي، يستخدم الأشخاص والشركات الآن الذكاء الاصطناعي بأرقام قياسية.
المخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعي
يعود اهتمام كيسنجر بتداعيات الذكاء الاصطناعي إلى عام 2016، عندما حضر مؤتمر بيلدربيرغ، وهو مؤتمر يُعقد منذ خمسينيات القرن الماضي لمواءمة المصالح الأمريكية والأوروبية.
وحضر كيسنجر المؤتمر بدعوة من إريك شميدت؛ الرئيس التنفيذي لشركة جوجل آنذاك، وشارك الاثنان في تأليف كتاب مع عالم الكمبيوتر دانييل هاتنلوشير في عام 2021 بعنوان "عصر الذكاء الاصطناعي"، والذي جادل فيه بأن الذكاء الاصطناعي كان على شفا إشعال ثورة واسعة النطاق في المجتمع، بينما كان يتساءل عما إذا كنا مستعدين لذلك.
وأصدر جيفري هينتون، الموظف السابق في “جوجل” والذي غالبًا ما يشار إليه باسم "الأب الروحي للذكاء الاصطناعي"، مؤخرًا سلسلة من التحذيرات حول مخاطر الذكاء الاصطناعي بعد أن ترك جوجل جزئيًا للتحدث بصراحة عن هذا الموضوع.
وقال “هينتون” لـ بي بي سي الأسبوع الماضي، إن قدرات الذكاء الاصطناعي مخيفة جدًا، ومع ازدياد مهارة الآلات في عدد أكبر من المهام ، فإن فرص الجهات الفاعلة السيئة لاستخدامها في الأشياء السيئة تزداد أيضًا.
وفي مقابلة أخرى له مع رويترز الأسبوع الماضي، حذر “هينتون” من الخطر الوجودي للذكاء الاصطناعي قائلًا إن المشكلة يمكن أن تصبح أكثر إلحاحًا من التغير المناخي.
قدرات الذكاء الاصطناعي
حذر كيسنجر وشميدت وهوتنلوشير من أن قدرات الذكاء الاصطناعي يمكن أن "تتوسع بشكل كبير مع تقدم التكنولوجيا".
وفي مقال رأي نُشر في فبراير في صحيفة “وول ستريت”، حذر المؤلفان المشاركان من أن التعقيد المتزايد للذكاء الاصطناعي يعني أنه حتى منشئوه ليسوا على دراية كاملة بما يمكن أن يفعله. وكتبوا: "نتيجة لذلك، يحمل مستقبلنا الآن عنصرًا جديدًا تمامًا من الغموض والمخاطرة والمفاجأة".
جرت مقارنة أزمة المخاطر غير المعروفة للذكاء الاصطناعي بالمخاطر التي صاحبت تطوير الأسلحة النووية خلال النصف الثاني من القرن العشرين والتي تطلبت تنسيقًا دوليًا لكبح جماحها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة Berkshire Hathaway؛ وارن بافيت، خلال اجتماع المساهمين بالشركة الأسبوع الماضي إنه يمكن مقارنة الذكاء الاصطناعي بتطور القنبلة الذرية نظرًا لمخاطره المحتملة ولأننا لن نكون قادرين على إلغائه.