أغراض سياسية وعداء.. صلاح أبو سيف يكشف "المستور" في منح جوائز السينما العالمية
تحدث المخرج الكبير صلاح أبو سيف، رائد الواقعية، والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، عن معاناة الأفلام المصرية عند عرضها في الخارج، وكيف أنها تواجه صعوبة في العرض في السينمات، وكيف أن هناك صعوبة كبيرة في فوز الأفلام المصرية في المهرجانات الخارجية.
وقال أبو سيف، في حوار مع الكاتبة مها عبد الهادي:"من الصعوبة أن يفوز فيلم عربي على جائزة في مهرجان عن المهرجانات، حدث ذلك مرة واحدة، حين فاز فيلم جزائري، يقصد فيلم وقائع سنوات الجمر للمخرج محمد الأخضر "حامينا"، الذي عرض في السبعينيات بجائزة في مهرجان عالمي، وكان هذا الفيلم ضخم الإنتاج، وكان مخرجه، يقصد محمد الأخضر حامينا من الذكاء بحيث أنه أثار ضجة إعلامية كبيرة حول هذا الفيلم.
وحول اللجنة المسؤولة عن تقييم أفلام المهرجان، أشار أبو سيف إلى أن هذه اللجنة تتخذ موقفا معاديًا للعرب، وأنها مغرضة سياسيا، وبذلك وضع اللجنة في موقف حرج، ولذلك فرأيي في جوائز السينما العالمية: أنها لا تمثل إلا نصف أو ربع العالمية، وجواز المرور الوحيد إلى العالمية من وجهة نظري هى فتح أسواق جديدة في أوروبا وأمريكا للفيلم العربي.
إلا أن هناك صعوبات كثيرة تواجهنا في هذا المجال، أولها الإرهاب الموجه ضد القضية العربية وثانيا: نظرة النقاد الغربيين إلى مخرج العالم الثالث بوصفه عالما متخلفا.
كواليس فيلم شباب امرأة
ولفت إلى أن هناك بعض الأفلام تحضرني وهى في مهرجان "كان" عام 1956 عرض لي فيلم "شباب أمرأة" ، وقد تلقى نجاحا جماهيريا كبيرا، لكن الصحافة الفرنسية سرعان ما هاجمت الفيلم محولة المسألة إلى نقد سياسي موجه للسياسة المصرية في تلك الفترة، وفي أسبوع الفيلم بباريس عام 1975 أحرقت إحدى دور السينما قبل عرض الفيلم بحوالي ست ساعات، هذا الأمر لا يمكن أن يكون مصادفة.
سبب توقف عرض فيلم الأرض
وعندما عرض فيلم " الأرض" بفرنسا، وكان قد لاقي نجاحا جماهريا كبيرًا، تلقى صاحب السينما تهديدا بنسف دار السينما إن استمر في عرض الفيلم، واضطر الرجل إلى الإذعان أخيرًا، وأوقف عرض الفيلم .
وأكمل: هذه أمثلة لما يلاقيه الفيلم المصري والعربي بالخارج، وهناك بعض المشكلات تتعلق بالداخل، وتتمثل في مستوى الجودة الفنية للفيلم، فالفيلم مكون من ثلاثة عناصر هي: الناحية الفنية والناحية الصناعية والناحية التجارية، وإذا تكلمنا عن الناحية الصناعية في الفيلم لقلت: إنها للأسف صفر، فمعامل الطبع والتحميض صغيرة، وأجهزة التسجيل وهندسة الفنون سيئة، ولا نستطيع أن نقف في السوق السينمائي العالمي بأقدام راسخة دون الالتفات إلى هذه العوامل.