ثروة حان استغلالها.. القصة الكاملة لتنفيذ مجمع إنتاج "السيليكون"
في خطوة مهمة على طريق التنمية، أعلن وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا تنفيذ مشروع عملاق بمدينة العلمين الجديدة، شمال غرب القاهرة وهو "مجمع إنتاج السيليكون" بتكلفة استثمارية بلغت 700 مليون دولار.
ويعتبر مشروع تصنيع السيليكون أحد أهم المشروعات القومية والاستراتيجية لقطاع البترول والثروة المعدنية وذلك فى إطار تحقيق الاستفادة الاقتصادية المثلى من الثروات الطبيعية والتعدينية.
ما هو السيليكون؟
و"السليكون" أحد المكونات الطبيعية التي تنتشر على أرض مصر وتحديدًا بين ثنايا رمال صحاريها شرقًا وغربًا، إلا أنه لم يفز طوال عقود من السنوات بالاستغلال الأمثل له باعتباره ثروة قومية للبلاد.
ويدخل السيليكون في العديد من الصناعات فهو يدخل في تصنيع أجهزة الكمبيوتر أو ما يسمى بـ"ماذر بورد" والرقائق الإليكترونية.
ومشروع تصنيع "السيليكون" من المقرر إقامته على مساحة 200 فدان بأرض الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات ويهدف إلى توفير منتج محلى الصنع من السيليكون ومشتقاته بدلاً من استيراده، كما يضم المشروع 4 مراحل مختلفة وتستهدف المرحلة الأولى منه إنتاج السيليكون المعدني بطاقة 45 ألف طن سنوياً، بتكلفة استثمارية تقدر بــنحو 172 مليون دولار اعتماداً على خام الكوارتز المصري فائق النقاء.
ومن المخطط في المرحلة الثانية إقامة مشروع لإنتاج مشتقات السيليكون "السيليكونات الوسيطة" والتي تدخل في صناعة المواد العزلة والبناء والتشييد والمطاط والاستخدامات الطبية والورق وغيرها وذلك بطاقة إنتاجية مبدئية تتراوح بين 60 - 100 ألف طن سنوياً، وهذا اعتماد على توافر المواد الخام الأساسية محلياً المتمثلة في السيليكون المعدني والميثانول وحامض الهيدروكلوريك.
أما المرحلة الثالثة فهي لإقامة مصنع لإنتاج البولي سيليكون بطاقة إنتاجية مبدئية قدرها 10 ألاف طن سنوياً، وهو المكون الذي يدخل في صناعة الإلكترونيات وكذا صناعة الخلايا الشمسية، لمواكبة التوسع المتزايد في مشروعات الطاقة الشمسية من أجل تحقيق الاستدامة.
ومن المخطط تنفيذ المرحلة الرابعة لمجمع السيليكون ومشتقاته من خلال إقامة مجمع للصناعات الصغيرة والمتوسطة لإنتاج منتجات نهائية يتم استيرادها من الخارج كالمواد العازلة و المواد اللاصقة والمواد الرابطة والمطاط.
ومن المتوقع أن يلبي مصنع السيليكون احتياجات السوق المحلى بإحلال الواردات من هذه المادة التي تستخدم في العديد من الصناعات والتطبيقات كصناعة الألومنيوم ومشتقات السيليكون من البولى سيليكون والسيليكونات الوسيطة على أن يتم تصدير الفائض علمًا بأن المشروع سيقام بنظام EPC+FINANCE، لتدبير التمويل اللازم لتنفيذه من خلال المقاول العام للمشروع بما لايضع اى أعباء مالية او التزامات على المساهمين.
خبير جيولوجي: ثروة قومية وعصب التطور التكنولوجي
من جانبه، صرح الخبير الجيولوجي أحمد حسين، لـ"الدستور" أهمية الرمال البيضاء في مصر وهي التي تحتوي على عنصر السيليكون قائلًا إن مصر تمتلك ثروة قومية تتركز في رمال صحاريها، التي تضم بين حبيباتها العديد من الكنوز من بينها عنصر السيليكون واصفُا إياه بأنه عصب التطور التكنولوجي العالمي، وهو الخام الرئيسي فى صناعة الخلايا الشمسية، وفي صناعة الرقائق الإلكترونية التي تمثل نواة الطفرة التكنولوجية الهائلة التي انتقلت بالعالم إلى القرن الحادي والعشرين".
وتابع بقوله أن مصر تمتلك أفضل أنواع الرمال البيضاء، مضيفًا أن جودة الرمال المصرية ترجع إلى نقائها الكبير، إذ تصل نسبة تركيز خام السيليكا فيها إلى 98,8%، بينما تقل نسبة أكسيد الحديد غير المرغوب فيه عن 0,01%، مشيرًا إلى أنه يبلغ سمك الطبقة الرملية بها 100 متر دون غطاء صخري، وهو ما يقلل من تكلفة الإنتاج وسهولة استخراجها.
أوضح أن أهم المناطق التي تتوافر بها تلك الرمال هي "وادي الدخل" جنوب غرب الزعفرانة بالصحراء الشرقية، والتي يتوافر بها كميات هائلة منه في وادي قنا بسمك كبير، إضافة إلى جبال يلق والمنشرح بشمال سيناء ومنطقة أبو زنيمة وهضبة الجنة بجنوب سيناء موضحًا أنها تتوافر فيها بكميات ضخمة وبجودة عالية.
مصر تحظر تصدير الرمال البيضاء للاستفادة من السيليكون
وحظرت مصر تصدير الرمال البيضاء كمادة خام خارج مصر، للحفاظ على هذا المورد غير المتجدد واحتياطي مصر منه منذ 2016 حيث قررت الحكومة منع تصدير الرمال البيضاء باعتبارها ثروة قومية.