قرار تأخر كثيرًا.. عودة سوريا للحضن العربى بداية إعادة البناء
عادت سوريا إلى جامعة العربية بقرار وزاري عربي، الاثنين، بعد ما يزيد على 10 سنوات من تجميد عضوية دمشق ما يشير لإعادة كثير من الدول العربية حساباتها في يتعلق بنظرتها للوضع الذي تعيشه سوريا منذ عام 2011، وكذلك لتخفيف بؤر التوتر في المنطقة في إطار السعي نحو السلام والاستقرار ومكافحة الإرهاب، والمساهمة في إعادة بناء الدولة، وإخراج القوات الأجنبية، وعودة اللاجئين والنازحين والمهجرين، بما يضمن مستقبلًا أفضل لملايين السوريين.
وقال البرلماني السابق والمحلل السياسي الكويتي طلال السعيد، إن قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية قبل ما يزيد على 10 سنوات لم يسهم في عودة الاستقرار للبلاد، ونجد أن الأمور في هذا البلد الشقيق تسير من سيئ إلى أسوأ.
وأضاف السعيد في حديثه لـ"الدستور"، قال إن الوضع الذي باتت فيه سوريا، ساهم في ارتفاع موجات لجوء السوريين إلى الخارج، بشكل نهائي، حتى أن قسما كبيرا منهم لا يريد العودة مرة أخرى إلى البلاد.
وأوضح أن سوريا تعاني أزمات شديدة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تتمثل أبرزها في انخفاض قيمة العملة الوطنية، وشح الخدمات، بما فيها الكهرباء ومياه الشرب، وهي حاجات أساسية لحياة البشر.
وتابع "لكي نكون منصفين، لا الحكومة السورية ولا المعارضة استطاعت التعامل بشكل جيد مع الأزمة، فالمعارضة لم تتوافق حتى على شكل نظام بديل للوضع الحالي، ولا الدول المعارضة للرئيس بشار الأسد استطاعت تغيير النظام، بينما نجحت الدول المؤيدة له مثل روسيا وإيران في إبقاء الوضع على ما هو عليه.
وأشار إلى أن المصالحة العربية مع سوريا، وإعادة دمشق إلى الحضن العربي تهدف في المقام الأول لاستعادة استقرار سوريا، وكذلك عودة المهجرين والنازحين واللاجئين، وبذلك تخرج الدولة وشعبها من الأزمة.
واختتم البرلماني الكويتي السابق تصريحاته بالقول: يجب الأخذ بعين الاعتبار أن المعارضين لا يثقون بنظام الأسد، وهو كذلك لايثق بهم، ولكي تكون الخطوة الأولى صحيحة، أو بالاتجاه الصحيح، لا بد من خروج كل القوات الأجنبية من التراب السوري، وبدء إعادة بناء الدولة.