"150 قرشًا في الشهر".. حكاية تعلم سيد مكاوي العزف على العود
95 عاما مرت على ميلاد الفنان والملحن سيد مكاوي، الذي ولد في 8 مايو لعام 1928، لأسرة شعبية بسيطة في حارة قبودان بحي الناصرية في السيدة زينب بالقاهرة، وأصبح فيما بعد أسطورة الغناء والتلحلين، وأطلق عليها "شيخ الملحنين".
لم تكن بداية سيد مكاوي كغيره من أبناء جيله، إذ كان كفيفا ولهذا لجأت أسرته إلى تحفيظه القرآن، وذهب إلى كتاب الشيخ حنفي السقا وحفظ وجود القرآن في ثلاث سنوات، توفي والده بعد ذلك ليكون هو العائل الوحيد لأسرته فراح يقرأ القرآن في المنازل حتى استهواه الغناء الصوفي فعمل منشدا في الموالد وحلقات الذكر وعن طريق هذه الألحان تعرف على المقامات والضروب العربية حتى أتقنها.
وبحسب تقرير نشر بجريدة "القاهرة" بعددها الصادر بتاريخ 12 أبريل 2005، ذكر أن سيد مكاوي ذاع صيته بين قرى ومدن مصر فأخذت شهرته تتسع وظلت حياته كذلك حتى بداية الأربعينيات حتى التقى بالشقيقين محمود وإسماعيل رأفت من محبي الموسيقى العربية ويمتلكان مكتبة موسيقية ضخمة، وكان معروفا عن هذين الشقيقين الثراء المادي حتى أنهما أحضرا له مدرسا موسيقيا يدعى محمد إحسان مقابل 150 قرشا شهريا ليعلم الشيخ سيد العزف على آلة العود ومبادئ الموسيقى العربية.
بعد إتقان سيد مكاوي العزف على العود وقواعد الموسيقى العربية، اتجه إلى الإذاعة ليتقدم للجنة الاستماع لاعتماده مغنيا وكان رئيس اللجنة - آنذاك - مصطفى بك رضا رئيس معهد الموسيقى الشرقية واجتاز الامتحان بدور "الورد في وجنات بهى الجمال" من ألحان عبد الرحيم المسلوب وصار من مطربي التراث، وكان أول ألحانه بصوته في الإذاعة لحن "يا مصر بروحي أفديكي" كلمات أحمد بدرخان ثم لحن العديد من الأغنيات الأخرى الدينية والوطنية والعاطفية وبلغ عدد ألحانه 1500 لحن غناها له معظم مطربي الوطن العربي عدا عبدالحليم حافظ، اشتهر صوته بأداء دور المسحراتي على مدار ما يزيد على 40 عاما شدا فيها بكلمات فؤاد حداد نحو 160 حلقة ثم صور بعضا منها تليفزيونيا، قمة الشهرة للشيخ سيد مكاوي عندما غنت له كوكب الشرق أم كلثوم لحنا له هو "يا مسهرني" عام 1972 من كلمات أحمد رامي، وقد لحن لها بعد ذلك لحن "أوقاني بتحلو" ولكنها توفيت قبل غنائه فغنته المطربة الجزائرية وردة.