ما هى وظائف المستقبل؟.. مؤلف كتاب "الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات" يكشف
كشف المهندس زياد عبد التواب، مقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، عن وظائف المستقبل، أى تلك الوظائف التي ستكون أكثر طلبًا في القريب العاجل ستتركز بشكل كبير في علوم البيانات وتحليلها، مشيراً إلى أن الأمر قد بدأ بالفعل في استبدال الإنسان بالآلة في بعض الوظائف، مثل: السكرتارية وموظفو الدعم الفني والمبرمجون. وأن القائمة ستشمل المهندسين والأطباء والمحامين في المستقبل القريب، لكن في نفس الوقت فإن هذه الإزاحة لن تكون كاملة، وهو ما أوضح وأشار إلى إمكانية الاستفادة من تلك التقنية للمعاونة في تطوير جودة الأعمال الحالية وليس الاستغناء الكامل عن البشر على الأقل خلال السنوات العشر المقبلة، وذلك لعدة اعتبارات منها تكلفة تلك التقنيات مقارنة بأجور البشر الطبيعيين.
وتحدث "عبد التواب" أثناء مناقشة كتابه "الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات"؛ الصادر عن دار بتانة للنشر، بمكتبة مصر الجديدة العامة عن معنى الذكاء الاصطناعي وتاريخ هذا العلم والتطورات التقنية التى طرأت عليه وصولًا إلى اللحظة الراهنة موضحًا فيها أن التطور الحادث يعتمد بصورة كبيرة على الكم المهول من البيانات والمعلومات التي تولدها الأجهزة الإلكترونية المختلفة ويولدها البشر أيضًا، بالإضافة إلى ارتفاع القدرات الحسابية والتخزينية للحواسب الآلية وزيادة سرعات شبكات الاتصالات المختلفة، وأخيرًا التقدم الكبير في مجال البرمجيات لإنتاج الخوارزميات اللازمة لعمل تلك الأنظمة.
ثم تجول الكاتب بين فصول الكتاب، والذي يتناول في الفصل الأول منه بعض التطبيقات والمحددات والمحاذير، ومنها استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة وباء كورونا وكذا استخدامها في مجالات التعليم والعمل وبعض المجالات التخصصية كالطب والمحاماة والمجالات المالية كالبنوك والبورصة، بالإضافة إلى مجالات الثقافة والإبداع والأمور المرتبطة بالملكية الفكرية والاستراتيجيات الوطنية لذكاء الاصطناعي وشرح لمحاورها المختلفة.
في الوقت نفسه، تناول الحديث أيضًا الدائرة الأوسع، ألا وهي تحليل البيانات والمعلومات وكيفية إيجاد علاقات بينها وكذا أيضًا الأسلوب الأمثل لاستخراج النتائج والبدائل وعرضها بالأسلوب الأنسب.
وانتقل الحديث أيضًا إلى بعض التأثيرات السلبية الوارد حدوثها جراء زيادة الاعتمادية على تلك التقنية في المستقبل، حيث صرح بأن "إنسان اليوم أضعف من إنسان الأمس، وإنسان الغد أغبى من إنسان اليوم" وذلك في حالة الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطور بصورة كبيرة، منها تطبيقات معالجة النصوص مثل ChatGPT ومعالجة الصور والمقاطع المصورة وبعض الأجهزة الحديثة كالروبوتات والسيارات ذاتية القيادة واستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل أنشطة المستخدمين، وخصوصًا على شبكات التواصل الاجتماعي والأخطار المتوقعة جراء التوسع في تطوير تلك الأنظمة وخاصة في مجالات التسليح العسكري والحروب السيبرانية.