عشر سنوات من حكم الرئيس الفنزويلى مادورو
بمناسبة مرور عشرسنوات على حكم الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو مورس أقام مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية، ندوة مهمة تحت عنوان: "فنزويلا - 10 سنوات من حكم نيكولاس مادورو.. التحديات والإنجازات"، وذلك بحضور حشد من الباحثين والإعلاميين والصحفيين وأعضاء "اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا"، وحضور سفراء كوبا والأرجنتين، والسيد ويلمر أومار بارينتوس سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة.
بدأت الندوة التى أدارها بجدارة الأستاذ محمد ربيع مدير تحرير مجلة شئون لاتينية، بكلمة للّواء أركان حرب حمدى لبيب نائب رئيس مؤسسة الحوار، الذى رحب بالحضور وأشار إلى دور المركز الهام فى تناول قضايا دول أمريكا اللاتينية، بجانب الدراسات والأبحاث بشأن تلك الدول.
قدم بعد ذلك عدد من الكتاب والباحثين كلماتهم بهذه المناسبة، حيث قدم الكاتب والباحث فى مؤسسة الأهرام أحمد محمود كلمة تحت عنوان "مادورو و10 سنوات من الإنجازات الداخلية"، تناول فيها الإنجازات الاقتصادية فى زيادة النمو الاقتصادى فى السنتين الأخيرتين بنسبة 15% بالرغم من الحصار الاقتصادى الأمريكى، وأضاف أن مادورو نجح فى عقد حوار مع المعارضة الفنزويلية لتعزيز المشاركة السياسية، بجانب الاهتمام بالتعليم، وإنشاء 22 جامعة حكومية أثناء فترة رئاسته.
كما قدم الدكتور أحمد عبدالله باحث فى العلاقات الدولية ومتخصص فى الشأن اللاتينى، كلمة تحت عنوان "مادورو وسياسة خارجية حكيمة"، تناول فيها تعاون مادورو مع دول الجوار، وخاصة دول أمريكا اللاتينية، التى صعد للحكم فيها فى السنتين الأخيرتين رؤساء يساريون، يدافعون عن استقلال بلادهم عن السياسات الرأسمالية الأمريكية المتوحشة، ويد افعون عن مصالح بلادهم، ومن هذه الدول البرازيل وكولومبيا وبوليفيا وكوبا، وأشاد فى كلمته بصمود شعب فنزويلا، ودور الرئيس مادورو الذى أدار الأزمة بشكل حكيم، وحرص على عدم انعزال أمريكا اللاتينية، عن الأحداث العالمية ومنها أزمة كورونا وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية.
وفى شأن آخر قدمت الدكتورة نانسى طلال زيدان، الباحثة فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ورقة بحثية تناولت دور فنزويلا كدولة محورية فى قارة أمريكا اللاتينية.
قدم السفير بارينتوس التحية والشكر لمركز الحوار، وللسيدات والسادة الحضور. وتناول فى كلمته العقد الذى بدأ ببداية فترة الحكم الدستورى للرئيس مادورو، فى أبريل 2013 وحتى الآن، وأوضح أن مادورو استكمل بقيادته إرث القائد هوجو تشافيز متوليًا زعامة الثورة البوليفارية، واستكمل ماقام به الزعيم الراحل هوجو تشافيز، من أجل استعادة الكرامة الوطنية، ومن أجل تحقيق مبادئ المحرر سيمون بوليفار فى الاستقلال وتحقيق المساواة والعدالة والإنصاف، وتمهيد طريق الاستقرارالسياسى والاجتماعى والاقتصادى والتخلص من الهيمنة الاستعمارية.
وأضاف سفير فنزويلا بالقاهرة أنه بعد رحيل هوجو تشافيز واصل الشعب المقاومة ضد كل الاعتداءات، وتمكن الرئيس مادورو من قيادة الدولة ضد الهجمات والتهديدات الإمبريالية وخاض معارك صعبة ومعه الشعب الفنزويلى الصامد البطل، من أجل الدفاع عن الدستور ومواجهة العدوان السياسى ومواجهة العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على فنزويلا منذ عدة سنوات، كما واجه التهديد بإعادة استعمار فنزويلا ونهب مواردها الضخمة والاستراتيجية مرة أخرى.
وأشار السيد السفير إلى أن فنزويلا استطاعت إقامة علاقة خاصة للتعاون السياسى والاقتصادى، مع دول بيلاروسيا وبوليفيا والصين وإيران وكوبا والهند وروسيا وجنوب إفريقيا وتركيا ونيكارجوا فى إطار شراكة استراتيجية جديدة.
وإننى أضيف أنه فى ظل الأزمة والحصار الاقتصادى، استطاع مادورو وبمساندة الشعب الفنزويلى أن يجرى انتخابات ديمقراطية رئاسية وبرلمانية وانتخابات البلديات، وقاد حوارًا مع كل قوى المعارضة الفنزويلية، وذلك فى المكسيك وحقق اتفاقات ونجاحات وذلك فى أغسطس 2021.
كما أننى أُثمن وأقدِر موقف دولة فنزويلا، الداعم لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، وفى عودة اللاجئين، وأوجه التحية للرئيس مادورو، الذى ندد فى شهر أبريل الماضى واستنكر وأدان بشدة، اعتداءات المتطرفين الصهاينة (تحت حماية جنود الاحتلال)، على المصلين الفلسطينيين من النساء والرجال والمسنين فى المسجد الأقصى. وأقدر دور مادورو مع دولة البرازيل فى الحفاظ على غابات الأمازون من أجل التخفيف من آثار التغيرات المناخية التى تضر بالبيئة والموارد الطبيعية وتؤثر على حياة البشرية.
إننا وكل الشعوب الحرة الأبية نقف مع دولة فنزويلا، ضد الهيمنة والسيطرة والعقوبات الاقتصادية الأمريكية، ونطالب برفعها فورًا عن فنزويلا وعن كل الدول التى تفرض عليها أمريكا عقوبات اقتصادية، ومنها روسيا وكوبا وإيران وسوريا، مما يؤثر على دول العالم، كما أننا نتمنى التعاون المشترك بين الدول على أساس المصلحة والمنفعة المتبادلة وعدم انتهاك سيادة الدول والتدخل فى شئونها الداخلية من أجل سلام العالم وخير الإنسانية.