الجارديان: هوية مُنفّذ هجوم الكرملين ستظل مجهولة حتى تنتهى الحرب الأوكرانية
نشرت صحيفة "الجارديان" تقريرًا تحليليًا بشأن الهجوم الأخير على الكرملين، الذي يُعد الأول من نوعه منذ بداية الحرب الروسية- الأوكرانية مطلع العام الماضي، رجحت فيه أن تظل هوية مُنفّذ الهجوم مجهولة حتى تنتهي الحرب الأوكرانية على الأقل، إن لم يكن لفترة بعد ذلك، مشيرة إلى أن الحادث "يعكس قواعد اللعبة في زمن الحرب في كييف وليس وجود مؤامرة روسية".
واعتبر التقرير، الذي أعده دان صباغ، محرر شئون الدفاع والأمن بالصحيفة، أنه من الغريب تكهّن أشخاص بأن الهجوم على الكرملين كان مزيفًا "بالنظر إلى مدى الإحراج الذي لحق بروسيا بعد رؤية لقطات فيديو لمُسيّرات تحلق فوق الكرملين قبل تفجيرها".
وأضاف أنه من المؤكد أن مُسيّرات الكرملين لا تبدو وكأنها "خطة ماكرة" لموسكو أو "خدعة روسية" من أجل توسيع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى حرب شاملة، أو تبرير عملية قصف كبرى قبل الهجوم الأوكراني المضاد الوشيك، مثلما يروج الإعلام الغربي.
وأضافت أنه "ليس من الواضح أن روسيا بحاجة إلى عذر لتصعيد الحرب، عندما كثفت قصفها الأسبوع الماضي وسط مخاوف من أن الدفاعات الجوية الأوكرانية آخذة في النفاد، ما تسبب في مقتل 23 مدنيًا في منطقة خيرسون يوم الأربعاء الماضي".
وأشارت إلى أنه في المقابل، كانت أوكرانيا، والجماعات الحزبية المتحالفة معها، تبني قدراتها الهجومية طوال الحرب، معتبرة أن تنفيذ كييف هجمات بالمُسيّرات داخل روسيا، أحيانًا على مسافات بعيدة، ليس بالأمر الجديد؛ ففي فبراير الماضي أعلنت روسيا محاولة مُسيّرة أوكرانية قصف منشأة غاز على بعد 50 ميلاً جنوب شرق موسكو، ونشرت صورا لمُسيّرة من طراز "يو جيه-22" ثابتة الجناحين.
وتابعت: "يُظهر أحد مقاطع الفيديو لحادث الكرملين مُسيّرة ثابتة الجناحين قادمة من اليسار قبل تفجيرها، كما أن الانفجار صغير يوحي بأنها لم تكن تحمل متفجرات، لذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها محاولة لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
ونقلت الصحيفة عن صامويل بينديت، المتخصص في المسيرات في المركز الأمريكي للتحليلات البحرية، قوله إن "المُسيّرة كانت إما من طراز (يو جيه-22) الأوكراني أو من طراز (موغين-5) الصيني، وهو متاح على الإنترنت مقابل 7500 جنيه إسترليني، وهو سعر جيد في نطاق مجموعة حرب العصابات".
ويمكن للمسيّرات ثابتة الجناحين أن تطير مئات الأميال في مسار محدد مسبقًا، وتنخفض لتفادي الاكتشاف، وهي مصنوعة من مواد مركبة ليس من السهل دائمًا التقاطها على الرادار، حسب "الجارديان".
ونوه التقرير إلى أن المصادر الأوكرانية القريبة من العمليات الحزبية تقول إنها تعتقد أن المُسيّرات تم توجيهها عن بُعد، وليس في مسار محدد مسبقًا، ما يعني أنه كان من الممكن السيطرة عليها من موقع سري داخل روسيا نفسها.
وذكر أنه من اللافت للنظر هو أن روسيا لم يكن لديها دفاعات جوية أو أنظمة تشويش لمنع المُسيّرات من الاقتراب أو اكتشافها من أماكن بعيدة، ويزعم مطار هيثرو أن لديه تقنية مضادة للمُسيّرات يمكنها اكتشاف أي مركبة صغيرة واردة من على بعد 3 أميال، وفقًا لمصنعيها.
وواصل التقرير: "الأمر الغامض هو ما إذا كانت القيادة السياسية في أوكرانيا، أو مجموعة مؤيدة لأوكرانيا خارجة عن السيطرة، تنظم مثل هذه الهجمات، أو تشجعها على الاستمرار بشكل يمكن إنكاره. لكن أوراق البنتاجون المسربة تقول إن الرئيس الأوكراني أراد في أواخر فبراير ضرب (مواقع الانتشار) في مقاطعة روستوف الروسية باستخدام المُسيّرات".