خبير: خيارات الأزمة السودانية محصورة بين خيارين
قال الدكتور محمد مصطفى أبو شامة خبير الشئون العربية والمدير السابق لمكتب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في مصر، إن سيناريوهات المستقبل فيما يتعلق بملف الأزمة السودانية، تبدو محصورة بين خيارين بحسب ما أعلنه رسميًا عضو مجلس السيادة السوداني الفريق أول شمس الدين الكباشي في حديثه مع قناة «القاهرة الاخبارية» أمس، وهما استمرار الخيار العسكري أو استسلام المتمردين، أما خيار التفاوض المباشر بين طرفين متنازعين فهو أمر مرفوض وغير مطروح.
وأضاف أبو شامة، أن هذا الموقف الواضح والمنطقي من قيادة الجيش، يختزل أي مبادرات تسعي إليها أي من الدول الفاعلة في المشهد السوداني على التفاوض المرتبط بالهدنة الإنسانية فقط، وهذا يضع الحديث عن الأزمة في سياق حاسم، يرسم بوضوح تصور السيناريوهات المستقبلية، التي ربما يكون أبرزها هو انهيار المعادلة السياسية التي اجتهدت كل الأطراف السودانية (عسكرية ومدنية) في صياغتها ومحاولة ضبطها بما يتوافق مع طموحات الشعب السوداني لانتقال سلمي للسطلة من المكون العسكري الحاكم إلى سلطة مدنية منتخبة، مع الحفاظ على الجيش الوطني متماسكًا وقويًا لضمان استقرار البلاد.
وتابع: يمكن الحسم بفشل مخطط ميليشيا الدعم السريع التي تمردت في 15 أبريل الماضي لفرض أمر واقع واقتناص نصر خاطف سريع بالسيطرة على مراكز حيوية مثل قصر الحكم ومقر قيادة الجيش والمطارات، وهو ما فشلت فيه فشلًا ذريعًا، وهي تحاول طوال الأسبوعين تسويق فكرة أنها تسيطر على الخرطوم، وقد انخدعت وسائل إعلام دولية كبيرة بهذه المزاعم، وتورطت في منح غطاء إعلامي يضفي شرعية على تمرد وخيانة الدعم السريع، دون التعرض لترويعهم للمدنيين السودانيين وتخريبهم لمنشأت الدولة بدواع ثورية مخادعة، للأسف وجدت صداها لدى بعض الدول التي تبحث بها عن موطأ قدم لتحقيق أطماعها في واحدة من أكبر الدول العربية والإفريقية.