مكتبة الإسكندرية توقع اتفاقية تعاون مع معهد الشارقة للتراث (صور)
وقع الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، اليوم الثلاثاء، إتفاقية تعاون بين كل من المكتبة والمعهد.
وأعرب الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقية مع معهد الشارقة للتراث، مؤكدًا على وجود اهتمام مشترك مع معهد الشارقة بجمع التراث، فقد وضعت مكتبة الإسكندرية من ضمن أهدافها الأساسية توثيق التراث والحفاظ عليه.
وقال زايد إن هناك اعتقاد بأن الحداثة الغربية قاطعت تراثها وهو أمر غير صحيح، فالمجتمعات الغربية تهتم اهتمام كبير بعملية جمع التراث، وقد وضعت منظمة اليونسكو قواعد ومبادئ للحفاظ على هذا التراث، وتدعو الدول للاهتمام بالتراث المادي وغير المادي.
وأضاف مدير مكتبة الإسكندرية أن الحديث عن التراث يستدعي فكرة التعددية وقبول الآخر، وأن التراث ليس مفرد بل جمع، مؤكدًا أن الحضارة العربية الإسلامية امتزجت بديانات وفلسفات وثقافات متعددة.
وشدد على أن التعددية حاضرة في مصر والإمارات، فقد استوعبت مصر الثقافات المختلفة عبر تاريخها الممتد، وهي تستقبل الآن عدد كبير من المهاجرين واللاجئين. وأكد أن الإمارات قدمت نموذج غير مسبوق في إدارة التعددية والاهتمام بالتراث، حيث تستوعب عدد كبير من الجنسيات والثقافات المختلفة.
وأضاف الدكتور أحمد زايد أن حماية التراث لا ينبغي أن تجعلنا ننكفئ على هذا التراث، بل يجب أن نعمل على حفظ التراث لنتعلم منه ونستقي منه ما يمكننا من صنع مستقبل أفضل.
من جهته، أعرب الدكتور عبد العزيز مسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، عن سعادته لوجوده في مكتبة الإسكندرية، هذا الصرح العربي الكبير والمشرف.
وأضاف: "أنقل لكم تحيات الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، والذي يحثنا دائمًا على توطيد العلاقات مع مصر".
ولفت إلى أن الإمارات تجمع أكثر من 200 جنسية على أرضها، وأن هذا المستوى من التعددية هو امتداد طبيعي لإرث قديم حافل بالتواصل مع الثقافات المختلفة.
وأكد الدكتور عبد العزيز المسلم أن مصر هي أصل التنوع الثقافي، وأن العلاقات الثقافية بين مصر والإمارات تمتد لسنوات طويلة، وأضاف: "سنبقى متحدين في العلاقات الأخوية الصادقة وتبادل المنفعة والخوف على الآخر".
وشدد على أن اتفاقية التعاون مع مكتبة الإسكندرية هي مجرد بداية، وسيكون هناك تعاون أكبر من خلال مطبوعات وبرامج ثقافية.
جدير بالذكر أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الطرفين في مجالات التعليم والتدريب وصون التراث الثقافي، والتبادل في مجال البحث العلمي والترجمة والنشر المشترك، وتبادل المطبوعات والمراجع والوسائط، وتطوير وتنفيذ مشاريع مشتركة في المجالات الخاصة بالتراث الحضاري والطبيعي.