علماء الآثار يكتشفون سر العثور على تمثال بوذا قديم في مصر
اكتشف الباحثون تمثالًا لبوذا يبلغ ارتفاعه قدمين في مدينة برنيس الساحلية القديمة، حيث تُعدّ هذه القطعة الأثرية هي أول تمثال لبوذا يُعثر عليه في مصر.
وبحسب ويليام دالريمبل من مجلة نيويورك ريفيو أوف بوكس، التمثال المكتشف مصنوع من رخام البحر الأبيض المتوسط، ويقدم دليلاً جديدًا على التجارة بين روما القديمة والهند.
سر تمثال بوذا
وبحسب مجلة "سميثسونيان" الآسيوية، فإنه بناءً على التفاصيل الأسلوبية، يعتقد الباحثون أنه تم صنعه في الإسكندرية حوالي القرن الثاني الميلادي، وقالت وزارة السياحة والآثار في بيان إن هالة حول رأس التمثال مغطاة بأشعة الشمس، "ما يدل على تألق عقله".
وتأسست برنيس في القرن الثالث قبل الميلاد، وأصبحت واحدة من أكبر الموانئ في مصر التي كانت تحت سيطرة الرومان، وفقًا لوزارة الآثار، حيث مرت سلع مثل العاج والمنسوجات والمعادن شبه الكريمة عبر المدينة لسنوات عديدة، حتى تم التخلي عنها في نهاية المطاف في حوالي القرن السادس الميلادي.
وكشفت الحفريات الأخيرة في برنيس عن عناصر أخرى تشير إلى مزيج ثقافي مماثل، من بينها نقش باللغة السنسكريتية يرجع تاريخه إلى عهد الإمبراطور ماركوس يوليوس فيليبوس، المعروف باسم فيليب العربي، حيث ولد فيما يعرف الآن بسوريا، وحكم الإمبراطورية الرومانية من 244 إلى 249 بم.
وأضافت المجلة، أن هذه الاكتشافات هي جزء من مجموعة متزايدة من الأدلة التي تظهر مدى ترابط الإمبراطورية الرومانية مع نظيرتها الهندية القديمة، كما أنها تساعد في تسليط الضوء على الدور الفريد الذي لعبته مصر، التي كانت "مركزية على طريق التجارة الذي يربط الإمبراطورية الرومانية بالعديد من أجزاء العالم القديم.
وتابعت أن الحفريات في برنيس هي جهد مشترك بين الباحثين الأمريكيين والبولنديين، ويُعدّ ستيفن سايدبوثام، مؤرخ في جامعة ديلاوير، هو مدير الفريق الأمريكي، بينما يقود الفريق البولندي ماريوس جويازدا ، عالم الآثار بجامعة وارسو.
وأضافت أنه مكرسًا عميقًا للمشروع، بدأ سايدبوثام العمل في الموقع عندما بدأت أعمال التنقيب في عام 1994، ومنذ ذلك الحين، وسط قوى دائمة التغير من الاضطرابات السياسية ونقص الميزانية، واصل هو وفريقه البحث في تاريخ الميناء المهجور الآن على البحر الأحمر.