يحيي الطاهر عبد الله.. الشاعر بالمعنى الشعبي "بروفايل"
فى مجموعته القصيية "الرقصة المُباحة" وكتاباته الأخيرة ثمة بنية شعرية بشكل مكثف، وبالنظر إلى مجمل أعمال القصصية يختبىء وراء كلماتها شاعر على الأقل بالمعني الشعبي، سواء كان حاكياً للسير الشعبية فى الصورة التقليدية التى نعرفها، أو مبدعاً لها.. إنه القاص يحيي الطاهر عبد الله الذى نحتفي بذكري ميلاده اليوم 30 "أبريل 1938- 9 أبريل 1989".
محمود أمين العالم يقول عن يحيي الطاهر عبد الله فى مقال له نشر بمجلة "إبداع" نهايات سنة 1991:" فى الحقيقة إن يحيي الطاهر عبد الله شاعر فى رؤيته المكثفة للخبرات الإنسانية وتعبييره عنها فى مختلف نصوصه الأدبية، على تنوع أساليبها، وهو شاعر بلغته التي تجمع بين الإشارة والحلم، بين الوصف والترميز، بين التقرير والإيحاء، بين التحديد الجزئي والرؤية الشاملة ، بين الواقع والأسطورة".
فى دراسته للماجستير تحت عنوان "دور يحيي الطاهر عبد الله فى القصة القصيرة 1965-1981"، أشار حسين حمودة إلى فكرة التطورات المختلفة فى أعمال يحيي الطاهر عبدالله التي ترتبط بكون مشروع الكاتب أو القطاع الأكبر منه لا ينفصل عن نوع من"التجريب" المتصل، والبحث الدائم عن طرائق للتعبير جديدة، وإستكشاف أو إعادة إستكشاف مناطق جديدة للكتابة.
من الأعمال الإبداعية المتميزة ليحيي طاهر عبد الله من أهمها: "ثلاث شجيرات تثمر برتقالا 1970، الدف والصندوق 1974، الطوق والأسورة 1975، أنا وهي وزهور العالم 1977، الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة 1977، حكايات للأمير حتى ينام 1978، تصاوير من التراب والماء والشمس 1981،حكاية على لسان كلب (قصة طويلة نُشرت في الأعمال الكاملة بعد رحيله)، الرقصة المباحة (مجموعة قصصية نُشرت في الأعمال الكاملة)".
نشرت له أعماله الكاملة في عام 1983 عن دار المستقبل العربي وضمت مجموعة قصصية كان يحيى قد أعدها للنشر ولكنه توفي قبل أن يبدأ في ذلك وهي (الرقصة المباحة)، وصدرت طبعة ثانية عام 1993، ترجمت أعماله إلى الإنجليزية وقام بترجمتها دنيس جونسون ديفز وإلى الإيطالية والألمانية والبولندية.