"تبلد إحساس أم وسواس قهرى؟".. كيف قطعت سيدة طفلها بدم بارد بالشرقية؟
«تبلد إحساس أم وسواس قهري».. أمراض قد تكون تعاني منها السيدة المتهمة بقتل طفلها وتمزيق جثته لأشلاء في محافظة الشرقية، وتحديدًا في مركز فاقوس، وتكون هذه الأمراض ساقتها إلى مصير معتم ومجهول.. في هذا التقرير نرصد السلوك والدوافع النفسية التي تحكمت فيها لتصل لجريمتها وفقًا لآراء الخبراء النفسيين.
- استشارى نفسى يحلل شخصية المتهمة
قال الدكتور وليد هنيدى، استشارى الطب النفسى والعلاقات الأسرية، إن واقعة تمزيق سيدة في الثلاثينيات لنجلها واقعة مؤسفة ووصمة عار عليها لقيامها بجريمة ضد الطبيعة الإنسانية ومشاعر الأمومة.
وتابع أن الحالة النفسية التي تمر بها السيدة بالفعل هي التي أثرت عليها بسبب السوشيال الميديا والتكنولوجيا والتي أحدثت مؤخرًا تباعدا اجتماعيا وعدم إحساس بالأمومة للكثير من السيدات، بالإضافة إلى الإزعاج والوسواس القهري الذي يرجح أن يكون لعب في عقلها للتخلص من طفلها.
- الخوف من المجتمع
وأضاف: قد تكون قتلته بدافع الخوف عليه من المستقبل والمجتمع، ففضلت أن ترحمه وتتخلص منه قبل أن يكبر ويمتزج بالمجتمع - من وجهة نظرها المرضية- فجعلها ترتكب جرائم أسرية بشعة لم يعتدها المجتمع المصري وهناك عوامل ونمط التنشئة الاجتماعية قد يكون من دوافع ارتكاب الجريمة.
وقال «هنيدي» إن الإنسان الذي يكبر على تربية ممتلئة بالسب والشتائم عندما يتزوج يعيد انتاج السلوك، فيضرب ابنه أو يحرقه لأن السلوك العنيف يكون في تنشئته، وكل هذا يدفعه لتطوير وسائل العقاب، وقد تصل للقتل مثلما حدث في واقعة قتل السيدة لطفلها الذي لا يتجاوز عمره الخمسة أعوام.
- إحباط وضغوط نفسية
كما أن هناك عوامل نفسية مثل الإحباط والضغوط النفسية وعدم إشباع للحاجة والانتماء للأسرة كل هذا يؤدي للجرائم، وهذا حدث في كورونا عندما ترك الناس عملهم وعادوا للبيت فنشأت المشاكل الاجتماعية نتيجة الحظر فأجج المشاعر وخاصة العنيفة.
كما أن مرتكبي العنف وجرائم القتل دائما أو معظمهم يكونون نتاج تعليم محدود، لأن العلم ينمي السلوك الحميد، أو التربية الإيجابية ولكن الجهل ينشئ إنسانا معقدا غير مؤهل للتعامل مع المشاكل.
- مشاكل أسرية
كما أن جميع المشاكل الأسرية تكون نتيجة اضطرابات في السلوك ومن يذبح ابنه أو طفله هو شخص عدواني لم يمتلك مهارات تفكير أو حل صراع أو تفكيرا رشيدا فيلجأ للعنف والقتل للتخلص من مشاكله وقتله، وهناك من يكون عنده متعة للدم، والقتل بدم بارد.
والشخصيات المعقدة التي ينكل بها في الصغر فيولد لديه عقدة ويقتل ابنه في أي مشكلة نتيجة الاستئثار بالرعاية التي كان محروما منها، إلى جانب الشخصيات السيكوباتية التي تتنوع في جرائم القتل.
والعوامل الاقتصادية عليها دور، فالخوف على الطفل من الفقر والبطالة والجوع يدفع الأم لممارسة جرائم القتل للخوف على أطفالها، كما أن تعاطي المخدرات له دور رئيسي في ذهاب العقل وتحكمه في الإنسان، ويؤدي إلى الضلالات وتبلد الإحساس ونقص الدين.
- تفاصيل القضية
يذكر أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية قد ألقت القبض على سيدة؛ لاتهامها بقتل طفلها وتقطيع جثته في قرية أبوشلبي التابعة لمركز فاقوس.
كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية قد تلقت إخطارًا يفيد بضبط ربة منزل؛ متهمة بقتل طفلها في منزلها بدائرة مركز فاقوس.
وتبين من التحريات الأولية أن السيدة منفصلة عن زوجها منذ 3 سنوات، وقتلت طفلها البالغ من العمر 5 سنوات بدائرة مركز فاقوس.
تم ضبط المتهمة والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة التي أخطرت لمباشرة التحقيق.