من الميلاد حتى الرحيل.. الذكرى الـ90 لرحيل الشاعر اليوناني كفافيس
يقول قسطنطين كفافيس: " إن لم يكن بإمكانك أن تصنع حياتك كما تشاء، فعلى الأقل حاول أن تفعل ذلك، لا تقلل من شأنها بكثرة الاحتكاك بالناس، وبالإفراط في حركاتك وكلماتك، لا تقلل من قدراتها بالتطواف هنا وهناك في زحمة العلاقات والمقابلات اليومية الحمقاء"
يتناقل الناس كلمات وأشعار قسطنطين كفافيس عبر وسائط التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و"تويتر" وغيرها، لكن من هو قسطنطين كفافيس وما علاقته بمصر وبالعربية في التقرير التالي نكشف لكم رحلة كفافيس من الميلاد حتى الرحيل.
قسطنطين كفافيس “1863 – 1933” ولد وعاش وتوفي في الإسكندرية وما زال يحظى بمكانة كبيرة، سواء في اليونان أو في مصر، وأثر ممتد في شعراء وحتى روائيين، من أجيال وثقافات مختلفة بوصفه من رواد شعر الحداثة، على المستوى العالمي
كان والده مستوردًا ومصدرًا مزدهرًا عاش في إنجلترا في سنوات سابقة وحصل على الجنسية البريطانية. بعد وفاة والده عام 1870، استقر كفافي وعائلته لفترة في ليفربول. في عام 1876، واجهت عائلته مشاكل مالية بسبب الكساد الطويل عام 1873، لذا بحلول عام 1877، كان عليهم العودة إلى الإسكندرية.
وكانت تربط والده صداقات بالعائلة المالكة في مصر فقد كان مقربًا للخديوي “إسماعيل” الذي أهداه “الوسام المجيدي” في افتتاح قناة السويس، كما كان الخديوي “سعيد” أيضًا صديقًا لهذه العائلة اليونانية. ويقال إنه كان ينفق أربعة آلاف جنيه في العام، وذلك في القرن 19.
في العاشرة من عمره توفي والده ،وعاش كفافيس حياته في عزلة في شبابه فحتى سن السادسة عشر من عمره لم يكن يخرج من البيت كثيرًا، وكانت والدته تتولى تلبية طلباته وتعليمه، التحق بمدرسة التجارية بالإسكندرية، لم ينتظم في تعليمة إلا أنه أجاد الفرنسية والإنجليزية، سافر كفافيس للعديد من المدن ومنها اسطنبول وأثينا وفرنسا.
اتجه كفافيس إلى كتابة الشعر في وقت مبكر جدًا من حياته ففي سن السادسة ظهرت معالم نبوغه واتجاهه للكتابة، وجاء بدايته مع أول قصيدة له عام 1891 في مجلة عنوانها المساء ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف كفافيس عن نشر الشعر كتابة المقالات وكتابة المقالات.
رحل كفافيس في 29 من ابريل 1933 تاركًا وراءه ميراث من الشعر الإنساني، والذي ترجم إلى العربية عبر عدد من الشعراء المصريين ومنها ترجمة الشاعر رفعت سلام والتي جاءت بعنوان الأعمال الكاملة لكفافيس.