قبل لويس جريس.. قصة زواج سناء جميل من شخص سرقها وهرب
لم تكن الحياة الخاصة للفنانة سناء جميل (27 أبريل 1930 - 22 ديسمبر 2002) مشاعًا، لدرجة تكاد تصل إلى حد الكتمان، فسّره البعض برغبتها فى الإخفاء المتعمد لبعض أسرار حياتها، فالراحلة ظلت طوال حياتها حريصة كل الحرص على ألا يقتحم أحد حياتها الخاصة أو يحاول مجرد اقتناص معلومة دون رضاها، وهذا ما أكدته الكاتبة روجينا بسالى فى كتابها "حكاية سناء"، الذى يقع فى 286 صفحة، بعد أن قطعت رحلة كبيرة في البحث والتمحيص عن أدق التفاصيل التي تخصها، بين دار الكتب والأرشيف الصحفي والمواد الفيلمية.
وكشف الكتاب عن ما أشار إليه حوار صحفى لها مع مجلة "روزاليوسف" عام 1960، وهى أنها تعيش وحدها لأنها مطلقة، وأوضح الكتاب بين صفحاته أن "سناء جميل" تزوجت بشخص بعد قصة حب مخلصة من جانبها، ووثقت فيه واعتبرته واحة أمان، لكنه خان الأمانة التى أؤتمن عليها، وسرق "تحويشة" عمرها وهرب.
ربما لم يسمع أحد عن هذه الواقعة من قبل، لكن بعد بحث دقيق تبين لنا أنها تزوجت بالفعل من شخص يدعى "سامى"، وهو شقيق فنان شهير، واستطردت مؤلفة الكتاب قائلة: الأمانة تقتضى أن أؤكد أننا لم نعثر على إجابة قاطعة حول سؤال: هل هذا هو الزوج الذى سرق الأموال وهرب أم شخص آخر فعلها؟
رغم هذه التجربة المريرة التى مرت بها سناء جميل، امتلكت من الوعى ما يكفى لئلا تخضع لقانون "السيئة تعُم"، وكانت تدرك أن فى التعميم خللا مفزعا، ليدق قلبها مرة ثانية ويختار شخصا آخر، هو الكاتب الصحفى لويس جريس، هذه المرة لم يخذلها حتى آخر يوم فى عمرها وعمره.
صنع "لويس" فارقًا مهمًا فى حياة سناء جميل، فقد أدرك أن نجاحها مسئوليته، وقطع على نفسه العهد بالاستمرار فى دعمها والحفاظ على موهبتها، ووفّر لها كل السبل التى تجعلها تختار أدوارها بعناية، وأن يكون لديها المقدرة على القبول والرفض دون شعور بالندم، أو الاضطرار إلى قول "نعم" من أجل المادة والتربح فقط، دون اعتبار لما هو أهم: القيمة الفنية.
ولكونها فنانة مثقفة وقارئة جيدة، أصبح أصدقاء "لويس جريس" أصدقاء لها، وفيما بعد شكلوا أبعادا جديدة فى وعى وإدراك سناء جميل ودعم ثقافتها، تلك الثقافة السمعية التى أتت من المناقشات التى حرص زوجها على عقدها دوما.