البطل ابن الشهيد: شعرت بالفخر لحظة التحرير.. واحتفظت بتراب سيناء في جيبي بعد العبور
قال اللواء مدحت محمد مصطفى ـ أحد أبطال النصر، ونجل الشهيد محمد مصطفى أحد أبطال الدفاع عن تراب سيناء، إنه شعر بفخر كبير حينما رُفع العلم المصري على أرض سيناء، مؤكدًا أن والدته كانت دائمًا أول وأكثر من يُشعره بالفخر في كل مناسبة تتعلق بالنصر وتحرير تراب سيناء.
بطل النصر، والذي كان برتبة ملازم في السادس من أكتوبر عام 1973، انضم للجيش المصري بعد أن اُستشهد والده وكان ضابطًا في الجيش، في فترة حرب الاستنزاف أثناء العمليات البطولية في سبيل استعادة تراب الوطن الذي كان محتلًا بعد عام 1967.
وروى اللواء مدحت لـ«الدستور»: توفيت والدتي في العام الماضي.. وهي أكثر من كان يُشعرني بالفخر كل عام، فهي زوجة البطل الشهيد، وابنها المُحارب.. كانت تُهاتفني في كل مناسبة تخص النصر أو حتى مناسبة شخصية، ثم تُناديني بابني البطل، وتسترجع معي ذكريات الماضي، وماذا حدث حينها.. كانت تستعيد ذكريات الملاحم والبطولات والحكايات على الجبهة وعند العبور.. كل شئ حدث يدعو للفخر.
يُتابع البطل نجل الشهيد: أتذكر لحظات العبور كانت الأكثر تأثيرًا بالنسبة ليّ.. حينما عبرت القناة وأنت تُشاهد المياه من تحتك، ثم تُقبل على الفتحة في الساتر الترابي (خط بارليف) وتصعد منها لتهبط في الناحية الأخرى وتجد قدميك أصبحت على أرض سيناء.. أصبح هذا واقعًا.. نزلت على الأرض لأُقبل تراب سيناء، ثم أخذت حفنة منها ووضعتها في جيبي.. كانت أيام فخر.. مها روي عنها فلا يُمكن وصفها كما كانت.. لا يُمكن وصف شعور هذه اللحظات التي عشناها.. نبرة صوت أمي كانت تسعدني وتذكرني بكل ذكريات النصر.
لحظات خاصة عاشها المصريون عند رفع علم مصر على سيناء وتحرير آخر شبر منها في الخامس والعشرون من أبريل، لكن هذه اللحظات كان لها وقع خاص لمن نزفت دماؤهم وقاتلوا على أرض الفيروز ليعيش الوطن هذه المشاعر ويفخروا بها.. اللواء مدحت كان من بينهم، فيقول عنها: «كانت لحظات رهيبة أمام التلفاز.. هو شعور الشكر لله أننا نُشاهد نتيجة ما فعلناه.. أصبحت واقعًا على الأرض».