في ذكرى تحرير سيناء.. ماذا قالت الصحف المصرية عن خروج آخر جندي إسرائيلي؟
لحظات حُبست فيها الأنفاس، وتعلقت الأبصار أمام شاشات التلفزيون تتابع ارتفاع العلم حتى وصل لقمة السارية يرفرف ويعلن للعالم كله "سيناء أرض مصرية" ذلك كان هو الوصف الذي وصفت به الصحف المصرية عن يوم 25 أبريل عام 1982 والذي يوافق عيد تحرير سيناء، الذي نحتفل هذه الأيام بمرور 41 عامًا على ذكراه.
ارتفعت التكبيرات والصيحات والزغاريد في أنحاء الجمهورية معلنة عن سعادتها، وصفته الصحف حينها أنه يوم يعد من أعظم الأيام التي مرت على مصر، إذ فيه أعلنت السيادة المصرية وأعلن خروج آخر جندي إسرائيلي وهو مشهد فى سلسله طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى الذي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة وانتصار للقوات العسكرية والسياسية المصرية.
فبداية من مستعمرة (نيعوت سيناي) التي لا تبعد عن منفذ العريش شمالًا أكثر من كيلو مترين ومرورًا بالمنشآت والمستوطنات التي تقع على طول الطريق من العريش حتى رفح آخر حدود مصر الدولية بطول 50 كيلو متر"، وعلى طول الطريق من العريش حتى رفح خرجت جموع البدو المتناثرين في الشيخ زويد وهم يهللون الله أكبر، عاشت مصر.
سمي يوم انتصار إرادة السلام.. الرئيس يضع أكاليل الزهور تخليدًا للشهداء الذين ناضلوا من أجل لحظة الانتصار، فرق العمل المصرية تسلمت جميع المنشآت، رفع علم مصر في رفح وشرم الشيخ وأنزل علم إسرائيل لحظة الغروب.
عروض عسكرية فى القاهرة والمحافظات 25 أبريل تحتفل مصر شعبا وحكومة بانتصار إرادة السلام عندما يرتفع أعلامها فى الواحدة والنصف بعد الظهر على رفع وشرم الشيخ وعلى كل سيناء التي استردتها مصر وتستعد بها ممارسة سيادتها الكاملة.
تلك هي اللحظات الأخيرة لرحيل الإسرائيليين ووقت دخول قوافل الإدارة المدنية المصرية لتسلم المنشآت والفنادق والقرى السياحية.
أبرزت الصحف المصرية كذلك دور رجالًا كانوا شاهدين على استعادة أرض سيناء الغالية وخروج آخر جندي إسرائيلي منها، ومن بينهم الدكتور عصمت عبد المجيد والذي عمل وزير خارجية مصر بدءًا من 1984، والدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي ووزير المجالس النيابية والشئون القانونية والدكتور وحيد رأفت المستشار بمجلس الدولة، ونبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، ويونان لبيب رزق المؤرخ المعاصر، وكمال حسن علي قائد عمليات القوات المسلحة المصرية في حرب اليمن ووزير الدفاع الأسبق، والسفير حسن علي أول قنصل عام لمصر في إيلات شهد على خروج آخر جندي إسرائيلي من سيناء.
وكانت قد بدأت معركة تحرير سيناء بعد أيام قليلة من هزيمة 1967م، إذ خاضت قواتنا معارك شرسة خلال حرب الاستنزاف إلى أن ختمها بمعركة الكرامة في حرب أكتوبر، ليأتي دور السياسة المصرية في مرحلة المفاوضات حتى وقعت اتفاقية كامب ديفيد (معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية) في 1979م، والتي اتفق فيها على انسحاب إسرائيل وفق جدول زمني للانسحاب من سيناء، وبالفعل تحقق الانسحاب الكامل يوم 25 أبريل عام 1982م بتسليم آخر موقع على حدود مصر الشرقية بمدينة رفح شمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء ورفع العلم المصرى عليهما بعد احتلال دام 15 عامًا، وأُعلن هذا اليوم عيدًا قومياً للبلاد.