رشا عدلي: أمي كانت ترفض شراء كحك العيد من المحلات وتراه أمرًا مهينًا
العيد فرحة ولا يمر عيد دون أن نضع بصمتنا ونمارس طقوسنا فلا مهرب من عمل الكحك، ليس هناك بديل من لبس الجديد، ليس هناك فرح تماثل فرحة عطاء العيدية، وأخذها عن العيد الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالمصريين، وترصد “الدستور” شهادات الكتاب المصريين عن العيد وطقوسه.
قالت الكاتبة الروائية رشا عدلي: “بما أني ممن يحرصون جدا على الطقوس فالعيد بالنسبة مجموعة من الطقوس احرص على فعلها عيد وراء عيد، عام وراء آخر، وهذه الطقوس عشتها وتعودت عليها منذ الطفولة فكانت أمي رحمها الله حريصة عليها، وفي اعتقادي هذه الطقوس هي التى تمنح العيد بهجته”.
وتابعت: "كنا ننزل للتسوق قبل العيد بعدة أيام لشراء ملابس العيد وكل يوم كان له فستان جديد وحذاء جديد وكنت أقيس في اليوم الفستان عدة مرات وأنا أتمني الأيام تمر مسرعة لألبس فساتين العيد الجميلة، تنظيف البيت وشراء المفروشات الجديدة، الذهاب لمصفف الشعر لتسريحة جديدة، من الأشياء الجميلة أن أمي كانت تصنع الكحك والبسكويت في بيتنا، كنت أقف بجوارها أساعدها وأشاهدها وهي تفعل ذلك بمنتهى الحب والاتقان فهي من جيل من النساء كان من الصعب عليه تفهم فكرة شراء الكحك جاهز من محلات الحلوى، فهو بالنسبة لهن أمر مهين.
وأضافت: “تتبادل أمي مع القريبات والصديقات أطباق الكحك وهنا تبدأ المنافسة والمقارنة كحك من ألذ وأطعم؟ هكذا كانت الحياة جميلة وبسيطة، في أول يوم العيد يجتمع جميع العائلة في بيت جدتي رحمها الله لنعيد عليها ونأخذ العيدية التى كانت تحرص على أن تطلب من زوج خالتى الذي يعمل في أحد البنوك أن يأتي لها بالجنيهات الجديدة، وبذلك يصبح العيد كله جديد في جديد ويرتبط عندي دائما بالأشياء الجديدة والمبهجة”.
وختمت: “الأن أحرص على التمسك بالأشياء التى استطيع فعلها والمداومة عليها، وربما كأي مغترب يكون أكثر حرصًا على عاداته التي نشأ وتربى عليها لأنها منبع جذوره وهويته بالفعل هناك الكثير من العادات من الصعب فعلها ولكني بقدر الإمكان احاول أن افعل ما هو متاح”.