إحدى المستفيدات من فصول محو الأمية التابعة لـ«حياة كريمة»: «التعليم غير حياتى»
وضعت الهيئة العامة لتعليم الكبار، خطة للقضاء على الأمية بالقرى الفقيرة والأكثر احتياجًا، ضمن مبادرة «حياة كريمة»، بالشراكة مع جميع قطاعات الدولة حكومية وأهلية وخاصة، وذلك لتوفير الفرصة لكبار السن الذين لم يحالفهم الحظ في التعليم أثناء طفولتهم، ونظمت المبادرة فصول محو الأمية في مختلف محافظات الجمهورية تسهيلًا على من يريد التعليم من كبار السن.
أصبحت موظفة براتب شهري ثابت
«ميرفت عبدالخالق»، تبلغ من العُمر 50 عامًا، تقطن في إحدى قرى محافظة الدقهلية، عانت كثيرًا منذ خروج زوجها على المعاش، حيث إن المال كان لا يكفي متطلبات أسرتها، وبسبب أنها لم تكمل تعليمها أثناء طفولتها، لم تجد عملًا مناسبًا لها تستطيع من خلاله توفير احتياجات منزلها وأبنائها الثلاثة، وبين بحثها عن عمل رأت فريقًا تابعًا لمبادرة «حياة كريمة» يتحدث عن فصول محو الأمية لكبار السن، وعندما أتت لهم ساعدوها ووفروا لها الحصص اللازمة، كما وفروا لها وظيفة مناسبة لها بعدما انتهت من فترة التعليم.
وقالت «ميرفت» لـ«الدستور» إنها اشترت ماكينة للخياطة بعدما خرج زوجها على المعاش، لكن كان الربح الآتي منها ضئيلًا للغاية ولم يكف احتياجات منزلي وأبنائي الثلاثة، حيث إنها كنت تنحت في الصخر، وتعمل ليلًا ونهارًا على ماكينة الخياطة، لألبي احتياجات البيت لكن بدون جدوى، حتى التقيت بأعضاء المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وتحدثوا معها عن أوضاع أسرتها الاجتماعية والتعليمية، والصحية، وأخبروها أن هناك فصولًا لمحو أمية الكبار، سيتم تنظيمها في القرية، واقترحوا عليها حضورها، وذكرت أنها وافقت على اقتراحهم، لأنها كنت ترغب منذ الصغر في التعلم الذي حرمها والداها منه، وذلك بسبب أن في عائلتها كانت الدراسة مقصورة على الذكور فقط، دون البنات.
وأضافت أن في فصول محو الأمية، كانت الرهبة من التعلم هي أصعب ما واجهته، لكن المعلمين ساعدوها كثيرًا على تخطى تلك الرهبة، خاصة مع اعتمادهم طرقًا سهلة في عملية التدريس تضمن وصول المعلومات للجميع، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة تفاعلية تضمن استيعاب الجميع للدروس، وأوضحت أن مواعيد فصول محو الأمية كانت متنوعة، حيث إن هناك فصولًا في الصباح وأخرى في المساء لتناسب الجميع.
وأوضحت أن حياتها تغيرت تمامًا بعدما نجحت في فصول محو الأمية وتعلمت القراءة والكتابة، حيث إن المبادرة الرئاسية وفرت لها وظيفة لدى أحد تجار الخضروات والفاكهة، وأصبحت تتقاضى راتبًا ثابتًا نحو 3 آلاف جنيه شهريًا، ما ساعدها على تلبية احتياجات أبنائها، تختتم السيدة بتوجيه الشكر لجميع المعلمين والقائمين على مبادرة «حياة كريمة»، الذين ساعدوها على بدء حياة جديدة توفر المعيشة الكريمة لأسرتها وأبنائها، كما وجهت التحية للرئيس عبدالفتاح السيسي على تدشينه تلك المبادرة، التي تعمل بجهد كبير من أجل تغيير حياة المواطنين، خاصة في القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا.