ماذا سنكتب عن رمضان 2023؟
ساعات قليلة تفصلنا عن نهاية الشهر الكريم .. نحمد الله أن بلغنا إياه وإياكم، داعين المولى عز وجل أن يعيده علينا وعلى أهلنا وشعبنا وبلدنا الغالي بالخير واليمن والبركات، فساعات ويُختتم الشهر الكريم ليصبح ذكرى ومرحلة في حياتنا وتاريخنا، وتأتى أجيال من بعدنا لتبحث وتقلب في صفحات التاريخ وتكتب عنه وعنا، ولأننى من محبي التاريخ وهواته، ولأننى صحفي أؤمن بدور الصحافة في رصد الوقائع، وتسجيلها ووصفها، والاحتفاظ بها للأجيال المقبلة، فتعالوا نجرب سويًا ونُذكر أنفسنا بأبرز أحداثه ونؤرخ لرمضان عام 2023 ميلادية و1444 هجرية.
فإذا حاولنا التأريخ له فيمكننا القول إنه كان الشهر الأصعب على المصريين بسبب ارتفاع نسب التضخم وارتفاع أسعار السلع لأسباب معروفة أهمها الحرب الروسية - الأوكرانية، وما ترتب عليها من ارتفاع في أسعار السلع الاستراتيجية في مقدمتها البترول ومنتجاته والقمح والزيوت واللحوم.
وسيكتب التاريخ أن شعب مصر العظيم استطاع التغلب على الأزمة بفضل الله عليه وبفضل كل ربة أسرة مصرية أصيلة أدارت أمور بيتها ودبرت معيشتها وسترت أبناءها، وبفضل رب كل أسرة كافح وشقي ليوفر قوت يوم أسرته وأبنائه.
سيكتب التاريخ وصول حالة التضامن الاجتماعي بين المصريين ودولتهم والمصريين وبعضهم لقمته، لننجح جميعًا في توفير 6 ملايين كرتونة وأكثر من 30 مليون وجبة إفطار ساخنة طوال الشهر الكريم.
وسيكتب أيضًا أن مبادرات الدولة كانت سباقة في توفير السلع وبأسعار فى متناول اليد في كل ربوع مصر في عواصم المحافظات والمدن لتكون سببًا في تقليل حدة الأزمة وتستفيد منها طبقات الشعب المختلفة.
سيكتب أيضًا أن المصريين حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم رغم الأزمة، فلم تتوقف عزومتهم ولم تختف موائدهم، وكثرت الدعوات وتبادلوا الزيارات وكأن شيئًا لم يعطلهم، وسيذكر أيضًا أن ما من مؤسسة أو مصنع أو شركة أو حتى شلة أصحاب إلا وقامت بتنظيم حفل إفطار جماعي وثقها ونشرها أصحابها احتفالًا وابتهاجًا بها على صفحات الفيس بوك.
وسوف يُسجل عن رمضان 2023 أنه شهد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لمركز مصر الثقافي الإسلامي في العاصمة الإدارية الجديدة، وهو إنجاز كبير بمستوى عالمي يهدف إلى التنمية الفكرية والثقافية والدينية والاجتماعية على المستويات المحلية والعربية والإفريقية والعالمية، ليتكامل مع المراكز الرياضية والفنية والثقافية والأكاديمية بالعاصمة.
كما سيشهد التاريخ أن حفل إفطار الأسرة المصرية الذي اعتاد فخامة الرئيس على إقامته قد أقامه هذا العام بين عموم الناس في منطقة الأسمرات وضيوفه هم أهل الأسمرات أنفسهم، لتأكيد قرب القيادة من الشعب وأنهم ليسوا وحدهم.
وسيكتب أيضًا عن موائد الإفطار التي أقامها أقباط مصر ولن ينسوا صورة البابا تواضروس وهو يقوم بتعبئة كرتونة رمضان بنفسه وصور عدد من كبار القساوسة وهم يقدمون الطعام في الموائد المنتشرة في كل مكان.
وسيكتب أيضًا أن ما يزيد عن 12 مليون مقيم فى مصر من أشقائنا العرب قد شاركونا موائدنا ولم تفرقنا لهجة أو عادة وجمعنا تراب مصر العظيمة.
سيكتب التاريخ بصفحات من نور أن أطول مائدة إفطار شهدتها مدينة العريش بطول خمسة كيلو مترات كإعلان نهائي عن دحر الإرهاب والقضاء عليه إلى الأبد وعودة حق الشهداء.
سوف يتوقف التاريخ أمام موائد إفطار الأحياء والمناطق، وعند إشارات المرور وعلى الطرق السريعة ومحطات القطارات ومواقف الأتوبيسات، وسيخلد اسم حي المطرية وأهله أصحاب مبادرة الإفطار الجماعي ومبدعوها.
سيكتب التاريخ عن مائدة إفطار نقابة الصحفيين كأكبر مائدة تشهدها النقابة في تاريخها وشارك فيها نحو 1200 صحفي تجمعوا تحت سقف نقابتهم التي يحتمون في ظلها ويمارسون عملهم برعايتها.
وعن الدراما المصرية كأحد مظاهر الشهر الفضيل ويلتف حولها المصريون سيكتب عنها أنها كانت الأكثر عددًا والأضخم إنتاجًا، وأنها أنتجت خلال رمضان 2023 مسلسلات هادفة تُرسخ لقيم المجتمع المصري وعاد إنتاج المسلسلات الدينية والتاريخية ودخلت معظم شركات الإنتاج في منافسة قوية وعودة إنتاج الأعمال القصيرة ذات الـ10والـ15 حلقة لتنتهي مرحلة مط المشاهد وتطويل الأحداث بدون داعٍ وتأكد على احترام منتجي الأعمال للمشاهد.
سيكتب التاريخ عن الانتهاء التدريجي لأزمات المرور المعتادة قبل الإفطار إلا في محافظة الجيزة خاصىة شارعيها الرئيسيين فيصل والهرم فهما يعانيان من الزحام بسبب أعمال مترو الأنفاق وإغلاق عدة شوارع رئيسية.
أخيرًا على المستوى الشخصي فلن أنسى ما حييت رمضان 2023 لمرور الذكرى السنوية الأولى لرحيل والدى العزيز مرتين خلال الشهر، الأولى في يوم 14 رمضان والثانية يوم 16 أبريل.
وهنا سوف أتوقف، وأترك لكم كتابة ما تفضلون تسجيله في صفحات تاريخكُم، وكل عام ونحن جميعًا، وبلدنا الغالي بألف خير.