بعد بدء تنفيذ صيانته وترميمه.. تعرف على قصة إنشاء مسرح سيد درويش بالإسكندرية
بدأت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور خالد داغر، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، تنفيذ مشروع صيانة وترميم واجهات مسرح سيد درويش "أوبرا الإسكندرية" والمسجل كأثر إسلامى بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 449 لسنة 1990.
وخلال السطور التالية؛ نستعرض قصة إنشاء مسرح سيد درويش بالإسكندرية.
وضع حجر أساس مسرح سيد درويش عام 1918، وبني من تصميم المهندس الفرنسي جورج بارك عام 1921 والذي استوحى تصميمه الفني من عناصر أوبرا فيينا ومسرح أوديون في باريس، وزين المبنى بمجموعة من الزخارف الفريدة ذات الطابع الكلاسيكى الأوروبى.
كان اسمه في الأصل هو مسرح محمد علي، ولكنه سمي فيما بعد بمسرح "سيد درويش" نظرا لريادته فى عالم الموسيقى العربية، ومع الأسف أتى الزمن على الجمال المتبقي للمبنى وكانت محاولات حفظه قد أضرت به أكثر مما أفادته.
وفى عام 2000 كان المبنى المهمل قد أدرج تحت قائمة التراث المصري وبدأت العمليات المكثفة لتجديده، وبعد عدة سنوات من العمل الدءوب والماهر داخل المبنى من ترميم وزخرفة عالية الجودة، عاد المبنى لسابق عهده وإلى رونقه وبهائه، وأدخلت الدولة عليه التسهيلات الفنية اللازمة لكي يصبح دارا للأوبرا المؤهلة لكي تنافس دور الأوبرا العالمية ذات المستوى الراقي. وافتتح عام 2004 بعد إجراءات التحديث والتطوير.
وعلى مسرح سيد درويش؛ قدمت عدة عروض مسرحية وموسيقية عديدة مصرية وأوروبية، وقد كان أول عرض مسرحي قدم عليه هو "شهرزاد" فى 30 يونيو 1921؛ إذ يسع مسرحه الكبير 1000 مقعد، وتبلغ مساحته الكلية 4200 متر مربع، ويقع المسرح فى طريق الحرية "شارع فؤاد" بمنطقة محطة الرمل.
وتعرض فى الدار عدة فرق مصرية وعالمية كأوركسترا القاهره السيمفونى وأوركسترا الحجرة لأوبرا الإسكندرية، وفرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي والفرقة القومية العربية للموسيقى، وأيضا تعرض على خشبة مسرح الدار فرق الباليه والأوركسترا الفيلهارموني والبيانو والرقص الحديث وفرق فولكلورية مصرية وعالمية.
وبحسب الدكتور خالد داغر، رئيس دار الأوبرا المصرية؛ فإن أعمال ترميم مسرح سيد درويش تتم تحت إشراف وزارة السياحة والآثار ممثلة فى كل من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية برئاسة الدكتور أبو بكر عبد الله والتابع لمنطقة آثار الإسكندرية وقطاع المشروعات لأعمال الترميم الدقيق وبناء على موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودي.
وأضاف أن مسرح سيد درويش الذي تخطى عمره 102 عام يشكل أحد أهم المعالم التاريخية في مدينة الثغر ويعد شاهدا على العديد من الأحداث والحقب الزمنية الهامة في تاريخ مصر الإبداعي والفني، كما أن المسرح يحظى بمكانة خاصة لدى جمهور عروس المتوسط وفنانيها، مؤكدا أن الأعمال الجارية حاليا تمثل صونا للهوية البصرية في مدينة الثغر وتشمل ترميما وصيانة للواجهات مع الحفاظ على الشكل المعمارى التراثى المميز للمبنى، موجها الشكر إلى جميع العاملين والمهندسين في المشروع من وزارة السياحة والآثار وقطاع الآثار الإسلامية والقبطية، مثمنا استجابتهم السريعة في إعادة المسرح إلى كامل رونقه ليظل أحد أهم المعالم السياحية والفنية بمدينة الإسكندرية.