"جميل الروح".. أهالي حلوان يبكون في وداع البطل السوري المهندس يوسف (صور)
بشوش الوجه حينما تُطالع ملامحه.. ابتسامة لا تُفارق الشفاه، وروح هادئة محبوبة بين من يعرفونه.. مزيج يجمع جميل الشخصية السورية التي عُجنت بمياه النيل الذي ارتواه منذ سنوات طويلة يعيشها هُنا في مصر.. هكذا قالوا عن المهندس يوسف حسن الطلحة، بطل واقعة بيارة حلوان التي راح ضحيتها رفقة 5 من العمال أثناء تنفيذ أحد المشروعات.
كان المهندس يوسف (مسؤول المشروع) ورفاقه، يُعمّرون في الأرض من باطنها ليؤسسوا مقومات الحياة لبني الوطن.. لم تكن المهمة الأولى لابن سوريا في مصر، فمهام البناء لم تتوقف منذ أن وطأت قدماه تُرابها، وتبقى بصماته في مشروع مترو الخط الثالث لـ مترو الأنفاق قبل سنوات ـ كما كان يروي لكاتب هذه الكلمات آنذاك.
«كان بطلًا حتى النهاية».. يروي صديقه علي مجدي ـ رئيس مجلس إدارة مؤسسة بنبي إنسان في حلوان، أن المهندس يوسف أسرع لإنقاذ العمال الذين فقدوا وعيهم نتيجة تسرب رائحة كريهة (يُعتقد أنها مياه كبريتية)، لكن لم يحتمل الرائحة هو الآخر وفقد الوعي.. جميعهم كان يُسارع لإنقاذ الأخرين، لكن الأمر كان صعبًا.
«الموت صائمًا».. كانت نهاية تليق برجل مثل يوسف الذي كان يقضي يوم إجازته في الخير لإعداد وجبات الطعام للمحتاجين وتوزيعها.. «أعرفه من 3 سنوات من خلال تطوعه، حتى زوجته متطوعة معنا في نشاط الإطعام بمؤسسة بنبي إنسان.. كان المهندس يوسف يشارك في إعداد الوجبات وتغليفها، ويذهب لشراء الطلبات ويدخل إلى سوق حلوان ويحمله على كتفه حتى يخرج به إلى خارج ممرات السوق.. كان يقضي يوم الجمعة معنا، وكان هنا قبل أيام» ـ يقول على مجدي.
جميل الروح يوسف حسن الطلحة، يصفه «مجدي» بأنه «شخصية جميلة للغاية.. تشعر كأنه سوري ومصري معًا.. ابن بلد وشهم.. خدوم ومِقدام على أي خير.. ينصحك ويشجعك.. بشوش جدًا».