ماكرون يتوجه بكلمة للفرنسيين بعد إقرار إصلاح نظام التقاعد مساء اليوم
يتوجه إيمانويل ماكرون، مساء الإثنين، بكلمة إلى الفرنسيين ليعرض لهم رؤيته لباقي ولايته الرئاسية بعد إقرار إصلاح نظام التقاعد، وسط أزمة سياسية واجتماعية متواصلة.
ويلقي الرئيس كلمته في الساعة 20,00 ت غ "18,00 ت غ" على أن تنقلها الشبكات التلفزيونية الكبرى، وأوضحت الأوساط القريبة منه أن "الرئيس يود بهذه المناسبة أن يتمكن من توجيه رسالة إلى الفرنسيين، في وقت تنتهي هذه المرحلة حول إصلاح نظام التقاعد، تاركة حتما غضبا في النفوس وفي القلوب".
غير أن المهمة تبدو شاقة لإصلاح الوضع بعد أزمة اجتماعية حادة مستمرة منذ ثلاثة أشهر وفيما تعاني السلطة التنفيذية من تبعات استخدامها البند 49.3 من الدستور الفرنسي الذي يجيز إقرار مشروع قانون بدون تصويت النواب عليه، وفي وقت لا تزال فيه محرومة من غالبية في الجمعية الوطنية.
- نشر مرسوم الإصلاح في الجريدة الرسمية
ومع نشر مرسوم الإصلاح في الجريدة الرسمية بعد ساعات قليلة على مصادقة المجلس الدستوري على القسم الأكبر منه، ندد المعارضون باستفزاز جديد.
وقال الأمين العام للاتحاد الديموقراطي الفرنسي للعمل CFDT لوران برجيه، "لا يمكننا تخطي الأمر"، محذرًا من "النقمة" الشديدة في أوساط العمل ومستبعدًا أي استئناف للمحادثات مع ماكرون في المستقبل القريب.
وأكد رئيس أكبر النقابات الفرنسية أن "أوساط العمل لا تزال تحت وقع الصدمة، من غير الوارد أن نذهب إلى محادثات وكأن شيئًا لم يكن".
وقرر اتحاد النقابات الفرنسية عدم الاستجابة لدعوة من الرئيس للقائه في قصر الإليزيه الثلاثاء.
- رسائل من المعارضين للإصلاح تدعو إلى القرع على الطناجر وتنظيم تجمعات
وانتشرت رسائل من المعارضين للإصلاح على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو إلى القرع على الطناجر وتنظيم تجمعات أمام مراكز البلديات أو الإدارات المحلية بالتزامن مع خطاب الرئيس في المساء.
في المقابل رفض لوران برجيه دعوة تهدد ببلبلة دورة الألعاب الأوليمبية 2024، مع انتشار وسم #لا سحب لا ألعاب أوليمبية على تويتر.
وقال "الألعاب الأوليمبية يفترض أن تكون مهرجانا، يفترض أن تكون محطة ساحرة للذين يحبون الرياضة، ومن غير الوارد بالتالي توجيه هذا النوع من التهديد ولا القيام بهذا النوع من التحرك خلال الألعاب الأوليمبية".
وأفادت أوساط ماكرون الذي يستقبل بعد الظهر وزراء ومسئولين من الغالبية، أنه يريد "رسم آفاق للأسابيع والأشهر المقبلة للفرنسيين و"يعتزم وضع معالم الورش" التي ينوي خوضها.
وأضافت أن الهدف من الكلمة هو "إعادة تأكيد الوجهة التي يعتمدها، النظام الجمهوري والعمالة الكاملة وإعادة التصنيع والتقدم على الصعيد اليومي، إنما كذلك إضفاء تماسك إلى عمله بمجمله".
ومن المقرر بعد ذلك أن يخرج من القصر الرئاسي لإجراء "مناقشات مع الفرنسيين"، وقد يقوم بزيارة ميدانية الأربعاء أو الخميس حول موضوع التربية، ويسعى اتحاد النقابات إلى القيام بعرض قوة في الأول من مايو، الملتقى التقليدي للعمال.
ودعت الأمينة العامة الجديدة للاتحاد العمالي العام CGT صوفي بينيه إلى "مدّ شعبي تاريخي" فيما تمنى لوران برجيه "في الأول من مايو أن نحقق نجاحًا مدويًا من حيث عدد المتظاهرين في الشارع".
وفي حال توحدت القوى في الأول من مايو، فستكون هذه سابقة منذ 2002، بعد بضعة أيام من انتقال مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبن في 21 أبريل إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في سابقة في فرنسا.
- نقابات السكك الحديد تدعو ليوم للتعبير عن الغضب
وفي هذه الأثناء تدعو النقابات الأربع التي تمثل شركة السكك الحديد الفرنسية إلى "يوم للتعبير عن غضب عمال السكك الحديد" الخميس.
وما يزيد من صعوبة إعادة تحريك الأمور أن السلطة التنفيذية والغالبية الرئاسية تخرجان مزعزعتين من الأزمة.
وأعلنت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن، السبت "إننا مصممون على التقدم بسرعة" مبدية في الوقت نفسه عزمها على "تهدئة البلاد".
ورأت زعيمة حزب التجمع الوطني "يمين متطرف" مارين لوبن أن "رئيسة الوزراء احترقت تماما، والحكومة خسرت مصداقيتها" معتبرة أن الرئيس لديه ثلاثة خيارات، إما تنظيم استفتاء أو الحل أو الاستقالة.
ويبدو من غير المرجح تشكيل ائتلاف مع اليمين وأوضح رئيس حزب "النهضة" الرئاسي ستيفان سيجورنيه أن مثل هذا الاحتمال يفترض وجود "برنامج وزعيم، وحزب الجمهوريين ليس لديه برنامج ولا زعيم".
وحذر مسئولون آخرون من الغالبية مثل رئيس حزب "موديم" الوسطي فرنسوا بايرو من أي انعطافة "إلى اليسار أو إلى اليمين"، وقال مستشار للرئيس "هل غياب غالبية مطلقة يمنعنا من إجراء إصلاحات؟ من الواضح أن الجواب هو لا".