الكتيبة 101.. نجوم الظل
انتهت حلقات مسلسل الكتيبة 101 أعتقد أن له جزءًا ثانيًا. كونهم لم يتم القبض على الضلع الثالث من قادة الإرهاب ممن أداروا المعركة في سيناء.
اجتهد الجميع في نقل صورة حقيقية وواقعية، محاكاة للأحداث الدموية التي مرت بمصرنا خلال هذه الفترة حتى تطهير كل شبر من سيناء من دعاة الظلام.
استعرض المسلسل على امتداد حلقاته العشرين بطولات رجال القوات المسلحة ضباط وجنود حد السواء.
مسلطاً الضوء عليها عن قرب، لولا هذا المسلسل القيم ما عرفنا حجم وقدر تضحيات هؤلاء.
ليتأكد لنا وللآخرين ممن يتربصون بمصر أن عقيدة القتال في جيشنا لا يمكن اختراقها أو التشكيك بها أو حتى الحلم بشق الصف بها.
أثناء ما كنا نحن نهاجم الدولة من خلف الشاشة، أثناء ترويج المتربصون للشائعات التي هدفها هدم وتحطيم المعنويات. كان هناك أبطالاً في الظل يسطرون بطولات يندى لها الجبين.
رجالا عاهدوا الله على الحفاظ على كل شبر في هذا الوطن.
برع الفنان فتحي عبد الوهاب في تأدية دوره .. كيف قاوم الإرهاب وظلامه رغم كونه مهربًا بالأساس، كيف رفض البيعة مفضلاً القيام بمهمة لإثبات ولائه، بعد تدبير مكيدة لشحذه ضد قوات الجيش المصري بعد قتل زوجته. في محاولة لإجباره على انضمامه إلى صفوفهم سراً ليكون أحد أهم أذرعهم وهدف لقوات الأمن المصرية التي راقبت تحركاته وكشفت مخططاته.
ليقتل أخيه وابن أخيه ليصبح أكبر وأهم الأهداف المتورطة بالأحداث الدامية في شمال سيناء.
لم يغفل المسلسل الدور الهام لقبائل سيناء أثناء حربهم على الإرهاب. لم يقتصر الأمر على شيوخ القبائل الوطنين فقط وإنما الوطنيات من بنات سيناء، حيث عرض المسلسل بطولات عديدة أبرازها الشهيدة مها إبراهيم سالم أبو قريع والتي قامت بدورها الفنانة وفاء عامر.
استطاعت هي وأخواتها إسقاط عدد من الخلايا الإرهابية التي تتخذ المنطقة الحدودية في رفح مركزًا لها.
حياتها ملحمة بحد ذاتها، حيث قتل أصحاب الرايات السوداء زوجها لم تنزو خوفًا لم تستسلم للحزن كمثيلاتها ممن يخفن أو يبدين ولاء لأمومتهن على حساب أي شيء مهما عظم قدره.
واجهت الجميع من أجل مستقبل أبنائها، تم اختطاف نجلها وتعذيبه وإلقائه بالمقابر، لترهيبها وتخويفها من التعاون مع قوات الجيش.
بعد أن أرشدت عن أماكن تمركزهم وأماكن تواجد قادتهم، متحدية بشجاعة محاولات ترهيبها وإخضاعها بصمود وصبر نادر.
تم تحذيرها من التعاون مع الجيش لم تستجب ليتم خطفها وقتلها وإلقاء جثتها أمام منزلها في اليوم التالي، لتصبح أول سيدة تقتل على يد أنصار بيت المقدس في 2014 تاركة خلفها خمسة أبناء أكبرهم 11 عامًا وأصغرهم عامان.
الشهيد البطل محمد فتحي بركات الشهير بـ"بركه" هذا المجند الشاب الذي احتضن التكفيري المرتدي للحزام الناسف مانعًا وصوله لمكان تجمع زملائه. مضحيًا بنفسه من أجل إنقاذ حياتهم دون تفكير أو لحظة تردد. ليرتقي شهيدًا للجنة.
أما عن الضابط إسلام رفيق بطل المسلسل الرئيسي نور
قام إسلام بمطاردة التكفيري في أحد مواقعهم المفخخة ليفقد قدمه جراء تفجير طاله هو وهدفه.
قام بتركيب طرف صناعي لينهض مرة أخرى نافضًا رماد اليأس، ليصبح بطلاً رياضيًا يجتاز بطولات دولية.
محققًا بطولات أخرى في مضمار آخر للحياة.. ليضرب المثل في الإصرار على تخطي الصعاب وتحدى النفس.
اهتم المسلسل بالعلاقات الإنسانية على اختلاف أطيافها.. لعل هذا ما يقرب أي عمل من المشاهد.. لأننا نرى في هؤلاء أنفسنا وليست نسخًا ملائكية شديدة البياض ولا سوداوية شديدة القتامة.
أخيرا تفوقت الفنانة لبلبة على نفسها حيث جسدت دور الأم على أكمل وجه.
الأم المصرية التي تهتم بتغذية أبنها وإعداد الأطعمة المختلفة، بالتوازي مع محاولات تزويجه لكل أنثى تعبر أمامها. وكأنها هي من ستتزوج تختار زوجة وفقا لمعاييرها الشخصية وليست وفقا لاهتمامات وأهواء ابنها بطل قصتها الوهمية السعيدة.
قدمت دورًا جميلًا صورة لكل أم مصرية تخاف على ابنها وكل همها البحث عن عروسة له.
جاء التناول الدرامي بشكل عفوي وإنساني ووثائقي بجانب العسكري الملحمي.
كل ما أرجوه أن تتاح لنا الكتابة عن هؤلاء الأبطال في صورة ورقية، سلسلة روايات صغيرة للجيب تصل لقلوب النشء، تنمي فيهم حب الوطن وإعلاء قيمته، كما حدث مع أبناء جيلي مع روايات رجل المستحيل.
الأجيال الجديدة تفتقد للنموذج القدوة الرمز المستحيل الذي يضع الوطن أولاً وقبل أي شيء.
أتمنى أن يلتفت أحدهم لمطلبي هذا.!!
ختامًا أتوجه بالشكر وكل الامتنان للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لحرصها على إرضاء الأذواق كافة، ولأنها لم تنس وسط زحمة الحياة بطولات هؤلاء التي لم ولن تكون منسية.