رمضان كريم وانطباعات من غير إعلانات
لن يشعر بسعادة شهر رمضان فى مصر إلا من سافر خارج مصر أيام رمضان.. فالجميع يفرح ويسعد سواء بأيامه المختلفة أو بسبب العادات المرتبطة به خاصة بين العائلات والأصدقاء.
تتميز أيام شهر رمضان بوجود مناخ عام مختلف، نشعر به فى منازلنا وشوارعنا وعملنا، وقبل ذلك كله فى أنواع الطعام والحلويات الشرقية من الكنافة والقطايف والمشروبات التى يختلف تناولها من رمضان لأى شهر آخر، كما نحرص جميعنا على تبادل الزيارات والمقابلات واللقاءات الودية والسهرات الجميلة بين أفراد عائلاتنا وأصدقائنا، وإحياء كل مظاهر الفرح والود، وننتهز فرصة شهر رمضان لتبادل دعوات الإفطار والسحور فى مجاملات متبادلة تعبيرًا عن عمق العلاقات وترابطها، لأنه حرص على ما نفتقده طوال أيام السنة وننتظره فى أيام شهر رمضان من سنة إلى سنة.
وتظل الدراما المصرية بمسلسلاتها المتنوعة تجذبنا لمتابعتها والتفاعل مع أحداثها وشخصياتها مثلما يحدث الآن، ولا يزال بريقها فى جذب المشاهدين إليها مستمر، ولكن ما أزعجنى جدًا هو هذا الكم الضخم من إعلانات التبرعات.
أعرف حسبما تنوه غالبية تلك الإعلانات، أن النجوم المشاركين بها لم يتقاضوا مقابل ظهورهم فيها، وأنها تبرع منهم لدعم كل تلك المستشفيات وغيرها من أعمال الخير، ولكن فى المقابل هناك تكلفة ضخمة لإنتاج هذه الإعلانات من تصوير ومونتاج وموسيقى تصويرية وغيرها من أساسيات التصوير حتى ظهور الإعلان الذى يقف خلف كواليسه مشاركون كثيرون ومجهود ضخم، بالإضافة إلى العديد من البرامج التى تروج لتلك الجمعيات والمستشفيات.
هل من المنطقى أن تسيطر على شاشة شهر رمضان فقط كل تلك الإعلانات التى تترك انطباع سلبى جدًا رغم مضمونها الإنسانى؟
هل من المنطقى أن جميعها تدعو للتبرع بهذا الشكل الذى يوحى وكأن الشعب المصرى يعيش على أموال التبرعات؟
هل من المنطقى أن يظهر الأمر وكأنه تنافس بين المستشفيات والمؤسسات وغيرهما فى جذب أموال التبرعات بهذا الشكل الذى يتداخل فيه الأمر بين عمل الخير والتجارة؟
ليس من المنطقى التعامل مع إعلانات الخير بمقاييس التسويق للمنتجات الاستهلاكية.
كنت أتمنى بدلًا من هذا الشكل فى جمع التبرعات أن تكون هناك توعية منظمة وموجهة بشكل يليق بعمل الخير ويحترم إنسانية المرضى وغير المقتدرين بدلًا من أن يظهر الإعلان وكأنه تجارة بهم وعنهم.
أتمنى من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن يصدر كود خاص بضوابط محتوى مثل تلك الإعلانات ومساحتها على الشاشة بالشكل الذى يليق بأهمية عمل الخير بعيدًا عن أى شيء آخر مثلما أصدر قبل ذلك أكوادًا مهنية احترافية.
نقطة ومن أول الصبر..
رمضان المصرى غير أى رمضان فى العالم كله.
رمضان بالمصرى سعادة وفرح ومودة ورحمة.
رمضان المصريين له ملامح إنسانية براقة.
رمضان كريم..