مهنة حافظ عليها الجيل الرابع.. حكاية سوق الكانتو بـ"بياصة الشوام"
على الرغم من رقة حالها، وبساطة خامتها، إلا أنها شكلت مصدر رزق توارثته الأجيال وتناقلته ببصمة شامية سكندرية الموقع، ليكون هذا ملخص حكاية سوق الكانتو الذي يحمل في طياته حكايات كثيره بداخل ميدان بياصة الشوام سابقا "سوق الكانتو" بمنطقة العطارين.
ومن شاشة الدراما الرمضانية من أحداث تعايشنا معها بداخل أجواء مسلسل سوق الكانتو، إلى الإسكندرية بمنطقة العطارين، نجد أكشاك بسيطة خشبية التكوين تُـغلق بأبواب صاج، تجاورها محال لا تتعدى مساحتها بعض الأمتار، تتوسط ميدان بياصة الشوام بشارع أبي الفدا بمنطقة العطارين، علقت على حوائطها ملابس قديمة أو ما يسمونها بالساكسونيا بعد أن تهدمت وأصبحت تنتظر من يملك بضع جنيهات لشرائها.
ويرجح أن أصل تسمية تلك الساحة ببياصة الشوام تحريف "La piazza" بالإيطالية ومعناها “ساحة” نظرا لأن سكانها قديما من الإيطاليين والشوام.
ولتجد أمام تلك المنافذ لبيع الساكسونيا في سوق الكانتو ببياصة الشوام، ورثة تلك المهنة أبا عن جد، والتي على الرغم من أن هذه المهنة ليست كسابق عهدها إلا أنهم ما زالوا يمارسونها ويعملون بها ولكن دون توريث للجيل الجديد.
أستاذ التاريخ يوضح أصل حكاية بياصة الشوام
يقول الدكتور إسلام عاصم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر فى الإسكندرية، إن مدينة الإسكندرية بصفتها الميناء الأول لمصر وتمثل معبر أساسي للحركة التجارية، فبالرجوع إلى القرن الـ19 وبداية القرن الـ20 كانت تستقبل كثير من الجنسيات من الإيطاليين والسوريين واليونانيين والذين يقصدون مصر من أجل العمل.
تابع عاصم لـ "الدستور" أن تلك الجاليات على عكس ما هو معروف عنهم ليس جميعهم من البشوات والبكوات وعليه القوم، ولكن كان كثير منهم من الطبقة الرقيقة والذين لجأوا إلى مصر للانخراط في مجتمع جديد عليهم والعمل بداخله هروبا من ظروف الحرب لبعض البلاد مثل إيطاليا واليونان.
وذكر أن معظم أعمال الطبقة الرقيقة من الوافدين الأجانب كانت ترتبط بالميناء وبالتبعية كان يرتبط هذا بقرب محل سكنهم لهذا كان أغلبهم يسكنون الأحياء الشعبية المحيطة للميناء منها العطارين وهذا ما شاهدنا دلالته بداخل ساحة بياصة الشوام أو سوق الكانتو.