ملتقى «رمضانيات نسائية» بالجامع الأزهر يحث على تدبر آيات الله
عقد الجامع الأزهر، الأحد، درسًا جديدًا من الملتقيات الفقهية والدعوية الخاص بالمرأة "رمضانيات نسائية"، تحت عنوان" تأملات في آيات القرآن الكريم"، وذلك تحت رعاية د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وبمتابعة من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر.
حاضر في درس اليوم، إيمان محمد محمود عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وآية السيد المتولي فرحات الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، ود. حياة العيسوي الباحثة بالجامع الأزهر.
وقالت إيمان محمد محمود، إن الله تعالى حث عباده المؤمنين بالتدبر في آيات القرآن الكريم، مستشهدة بقول الله تعالى:"كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"، مؤكدة أن تدبر القرآن غاية من غايات التعبد للتلاوة والتأمل في آيات القرآن لا يكون إلا بحضور القلب.
وأوضحت أنه مما لا شك فيه أن التدبر له ثمرات ونفع يعود على الإنسان، فإذا شرع الإنسان بالقرآن فليكن شآنه التدبر، فبه تنشرح الصدور، مضيفة أن القراءة تتطلب استحضار القلب والجوارح، وهو خير ونفع يعود على السامع، منوهة أنه إذا حصل المؤثر وهو القرآن الكريم كان المحل قابلاً للتأثر، وسماع القرآن الكريم لا يكون بالأذن بل يكون باستحضار الجوارح.
ولفتت عضو مركز الفتوى الإلكترونية، إلى أنه من الأمور التي تعين على تأمل آيات القرآن الكريم : الالتزام بآداب التلاوة، واستحضار القبلة إن أمكن، الإقبال على الله بكل الجوارح، والاستعاذة والبسملة، واغتنام أوقات حضور القلب، موضحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا وجد آية من آيات العذاب تعوذ، وإذا وجد آية من آيات الرحمة دعا، مستشهدة بقول الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، مضيفة أن دعاء المؤمن لا يرد، وفي الحديث القدسي يقول الله سبحانه وتعالى: "أنا عند ظن عبدي به إذا استغفر وبالاستجابة اذا دعا".
من جهتها، قالت الواعظة آية السيد المتولي فرحات ، إن سورة الضحى تتناول شخصية النبي الكريم وفيها بشارة وطمأنينة لنا جميعاً، أنه نزلت بعدما انقطع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم 15 يوماً بعد أن ذهب إليه الكفار يسألونه عن ثلاثة أشياء عن: الروح، وعن أصحاب الكهف، وعن ذي القرنين فقال غداً أجبكم ولم يقل إن شاء الله فشمت الكفار ومنهم زوجة اأبو لهب "أم جميل"، حتى قال المشركين أبغضه ربه وتركه.
ولفتت إلى أن سورة الضحى تسمى صلاة الأوابين ، وتعلمنا سورة الضحى أن الدنيا هي دار اجتهاد والوصول الى طريق الله سبحانه وتعالى هو الجنة، وقد تربى النبي صلى الله عليه وسلم يتيما وتكفله جده ثم ماتت أمه ثم مات جده وكفله عمه أبو طالب ، مضيفة أن لله تعالى أغنى الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد بالقناعة والرجاء فقد قال النبي (ص): "ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس".
وأضافت أن النبي (ص) حث على الإحسان لليتيم، فقال: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى"، والقرآن الكريم تحدث عن ذلك في سورة الضحى فقال تعالى: فأما اليتيم فلا تقهر، ثم تحدث عن جزاء المحسن له فقال: "وأما بنعمة ربك فحدث" أي : بالشكر والإحسان مع الناس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يشكر الله من لم يشكر الناس"، وشكر النعم يكون بالجوارح واستخدامها في طاعة الله.
من جهتها، قالت د.حياة العيسوي الباحثة بالجامع الأزهر إن القرآن ما زاحم شيئاً إلا باركه، فالقرآن نزل على سيدنا محمد فكان أفضل الأنبياء ونزل به سيدنا جبريل فكان خير الملائكة ونزل في شهر رمضان وهو خير الشهور، كتب فيه الصيام الذي يكون أجره من الله سبحانه وتعالى فقد قال المولى سبحانه وتعالى عن الصوم: "إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، وفي شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر هي ليلة القدر.