أكاديمى سودانى: مصر حاضرة دائمًا من خلال دعمها للعملية السياسية والمؤسسة العسكرية
قال الأكاديمي السوداني محمد تورشين، إن مصر موجودة دائمًا في السودان، مشيرًا إلى أن مصر حاضرة من خلال دعمها للعملية السياسية وللمؤسسة العسكرية بشكل واضح، لأن مصر تدرك تمامًا أن تهديد الأمن القومي السوداني ينعكس بشكلٍ مباشر على الأمن القومي المصري.
وأوضح تورشين في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأزمة السياسية الحالية في السودان مصر حاضرة فيها، فقد احتضنت في فبراير الماضي مؤتمرًا للكتلة الديمقراطية (ورشة القاهرة)، فهي كتلة كبيرة تضم عددًا من الأحزاب وهذا يأتي في إطار الدور المصري الفاعل.
وأشار الخبير السوداني، إلى أن هناك قوى أخرى سودانية وهي (قوى الحرية والتغيير) رفضت الحضور في القاهرة واعتبرته تدخلًا في الشأن السوداني ولكن في العموم هناك تباينات حول الأدوار التي تقدمها مصر بشكل أو بآخر.
وقال تورشين، إن مصر تدرك تمامًا أن تهديد الأمن القومي السوداني ينعكس بشكلٍ مباشر على الأمن القومي المصري وهذا أمر مهم جدًا لا ينبغي أن تتجاهله أي قوى في أي حال من الأحوال.
وأشار إلى أن مجالات التعاون بين مصر والسودان مجالات عدة منها العسكري، وهذا ظهر من خلال المناورات التي جرت بين مصر والسودان "النيل ١" و"النيل ٢" وكذلك التعاون الاستخباراتي من خلال تبادل المعلومات المخابراتية وتبادل المجرمين الذين يمثلون تهديدًا للأمن القومي للبلدين، وما إلى ذلك، كما أن هناك تعاونًا اقتصاديًا كبيرًا، فالسودان يصدر كميات كبيرة من اللحوم والمواد الأولية لمصر ويستورد سلعًا أخرى منها سواء كانت أجهزة كهربائية أو أجهزة أخرى وشحنات كبيرة من الخضار والفواكه، كذلك هناك تعاون في مجال التبادل الثقافي والتعليمي، حيث يوجد عدد كبير من السودانيين يدرسون في الجامعات والمعاهد المصرية وكذلك بسبب انهيار العملية التعليمية في السودان.
وأضاف: "تعزيز الشراكة بين مصر والسودان ينبغي أن يكون على أساس الندية والاحترام المتبادل".
وتابع: "الآن في السودان الوضع مرتبك تمامًا ولا توجد حكومة محل إجماع أو مؤسسات محل إجماع، وكذلك التعاون لا يمكن التعويل عليه من الجانب القيادي وربما يكون التعاون جيدًا في كافة المجالات وخاصة أزمة سد النهضة، ودائمًا رغبة مصر هي تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية وفي ظل تدخل أطراف أخرى".
وأكد تورشين، أن مصر قدمت دعوات كثيرة للقوى السياسية السودانية انطلاقًا من رغبة مصر في أن تكون حاضرة في دعم الملف السوداني، كذلك يجب على مصر استمرار استضافة جولات للقوى السياسية السودانية وهذا في مصلحة تحسين الوضع بالسودان.