كتاب يكشف دور الفقر والعنصرية في التعجيل بالشيخوخة والمرض
في عام 2020، انخفض إجمالي متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة بمقدار 1.5 عام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى جائحة كوفيد 19، لكن هذا الانخفاض لم يتقاسمه السُكان بالتساوي؛ فقد فقد السكان الأمريكيون الأصليون في المتوسط 4.5 سنوات من متوسط العمر المتوقع، فيما خسر السود في المتوسط 3 سنوات من متوسط أعمارهم، فقد خسر البيض 1.2 سنة فقط.
في كتابها الجديد "الذبول: الإجهاد الفائق للحياة العادية في مجتمع غير عادل"، تتابع باحثة الصحة العامة أرلين جيرونيموس من جامعة ميشيغان عبر هذه الأرقام الاتجاهات الصحية بشكل عام في أمريكا.
تكشف جيرونيموس في كتابها، حسبما جاء في تقرير لموقع npr عن الكتاب، أن السود وأولئك الذين يعيشون في فقر بالولايات المتحدة يعانون من نتائج صحية أسوأ؛ ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدلات الإصابة بالسكري وزيادة وفيات الأمهات والرضع.
تقول الكاتبة، إن الاعتقاد التقليدي بأن الفوارق ناتجة عن الجينات والنظام الغذائي والتمارين الرياضية لا يفسر البيانات التي تراكمت على مر السنين، بدلاً من ذلك، تدلل تلك البيانات على أن الأشخاص المهمشين يعانون من ضغوط مستمرة تقريبًا من العيش في فقر وتمييز، مما يضر بأجسادهم ويؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة بشكل متزايد مع مرور الوقت.
صاغت جيرونيموس مصطلحًا لهذا الإجهاد المزمن تسميه "الذبول"، لتوضح أن تأثير الفقر والعنصرية على الجسد كبير إذ يقودا إلى إرهاق القلب والشرايين وأنظمة الغدد الصماء العصبية، لتشيخ جميع أجهزة الجسم في سن مبكرة .
تلفت المؤلفة إلى أن الكتاب يساعد في تفسير سبب تعرض النساء السود اللائي يلدن في العشرينات من العمر لمضاعفات أكبر من أولئك اللائي يصبحن أمهات في سن المراهقة، وتقول إن النساء الأكبر سناً قد تحملن ضغوط الظروف المعيشية الصعبة لفترة أطول، وبالتالي تعرضن لمزيد من الأضرار التي لحقت بصحتهن.
وتتابع: ليس الأمر أن كل شخص أسود يعاني من ضرر أكثر من كل شخص أبيض، ولكن المسألة تتعلق بالمعاناة بدلًا من الدعم الاجتماعي، فالأمريكيين من أصل أفريقي والأميركيين ذوي الدخل المنخفض هم أكثر عرضة للمعاناة من هذه الضغوطات، ومن المرجح أن يتعرضوا للذبول في الأعمار الأصغر.