أصوات مصرية.. كيف دخل قرّاء دولة التلاوة البلاد الإفريقية خلال رمضان؟

كان لقرّاء دولة التلاوة المصرية صولات وجولات في الدول الإفريقية خلال شهر رمضان، فقرأ المصريون أمام الملوك والرؤساء.

وتهافتت الدول الإفريقية على قرّاء الرعيل الأول والثاني بل والثالث من أجل قراءة القرآن في ليالي رمضان، حيث تجتمع الأعداد الغفيرة من أجل سماع صوتهم العذب بل وصل عددهم ذات مرة ربع مليون من أجل سماع صوت قارئ من عظماء دولة التلاوة في مصر ومنهم الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ الطبلاوي ومحمد صديق المنشاوي والشيخ عبد الفتاح الطاروطي والدكتور أحمد نعينع.

الشيخ مصطفى إسماعيل

يعد الشيخ مصطفى إسماعيل واحدًا من عمالقة دولة التلاوة ومن أهم قراء الرعيل الأول، أتقن المقامات وقرأ القرآن بأكثر من 19 مقاماً بفروعها، الشيخ مصطفى إسماعيل زار 25 دولة عربية وإسلامية وقضى ليالي شهر رمضان المعظّم وهو يتلو القرآن الكريم بها وقرأ أمام الملوك والرؤساء، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وتركيا وماليزيا، وتنزانيا، وزار أيضًا ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وأثناء زيارته لتلك الدول دخل الإسلام على يده الكثير من الأجانب بسبب صوته.

كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات من المحبين لسماع صوت الشيخ مصطفى إسماعيل، حتى إنه كان يقلد طريقته في التلاوة عندما كان السادات مسجوناً، كذلك اختاره ضمن الوفد الرسمي لدى زيارته ل القدس سنة 1977، وهناك قام ثانية بقراءة القرآن الكريم في المسجد الأقصى.

الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

ما زال صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يرن في أذننا، ولا نجد بيت الآن في شهر رمضان إلا وصوته يرتل فيه، فهو من مواليد عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة ومركز أرمنت بمحافظة قنا.

كان شهر رمضان بالنسبة للشيخ عبد الباسط شهر عمل، فكانت الدعوات توجه إليه من قبل ملوك ورؤساء الدول والحكومات لإحياء ليالى شهر رمضان الكريم من المراكز الإسلامية بآسيا والولايات المتحدة وأفريقيا وفرنسا والهند ولندن ومعظم دول العالم، ولكنه اتجه بعد ذلك لإحياء ليالي رمضان في الدول العربية، نظراً لمشقة السفر للدول الأجنبية، وذات مرة طلبته سوريا ليحيى فيها شهر رمضان، فرفض إلا بعد أن يأذن له شيخه.

وقضي بالكويت نحو 10 سنوات يحيي في مساجدها شعائر شهر رمضان، ومساجد عديدة بمختلف إمارات دولة الإمارات، وآخر 7 سنوات من حياته كان يحيي ليالي رمضان في قطر، فهو قرأ القرآن بمساجد عديدة في شتى بقاع الأرض، ولم تقتصر تلاوته للقرآن في الدول الإسلامية فقط، بل طاف كثير من البلاد الأوروبية والأمريكيتين.

الشيخ محمد صديق المنشاوي

هو واحد من رواد التلاوة فى الرعيل الأول أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، من مواليد 1920 ورحل عن عالمنا 20 يونيو 1969.

خلال شهر رمضان، زار المنشاوي الكثير البلاد العربية والإسلامية وحظي بتكريم بعضها، فقد زار باكستان والأردن وليبيا والجزائر والكويت والعراق والسعودية، وترك الشيخ أكثر من مائة وخمسين تسجيلًا بإذاعة جمهورية مصر العربية والإذاعات الأخرى، كما سجل ختمة قرآنية مرتلة كاملة تذاع بإذاعة القرآن الكريم وتلاوته.

منحته تلك الدول العديد من الأوسمة والنياشين من أجل تلاوته للقرآن والاستماع إلى صوته القوى العذب، وكان يستقبل بحفاوة كبيرة وترحاب واسع في محافل تلك الدول.

الشيخ الطبلاوي

كان للشيخ الراحل محمد الطبلاوي، الكثير من المواقف أثناء إحيائه لليالي شهر رمضان في البلاد الأفريقية، وقال في تصريحات له من أشهر الموقف والذكريات التى حدثت لي فى شهر رمضان خلال السنوات الماضية، كنت ذاهبا إلى الخارج فى دولة استراليا وبعدها ذهبت إلى الدنمارك، وحدث خطأ فى الرحلة ونزلت خطأ فكنت متردد ارجع إلى مصر أم استكمل الرحلة.

وسافر الشيخ إلى الكويت والإمارات والسعودية والجزائر وتونس وغيرها من الدولة العربية، كما سافر إلى السويد من أجل إحياء ليالي رمضان المبارك.

الشيخ عبد الفتاح الطاروطي

الشيخ عبد الفتاح الطاورطي من قراء الرعيل الثاني يحكى عن سفرياته للخارج في شهر رمضان ويقول: كانت أولي سفرياتي في أمريكا في شهر رمضان عام 1997، كان لي مجهود كبير في إسلام 10 أمريكان، وفي 2000 أسلم 5 نساء، وفي 2003 سافرت إلي جنوب أفريقيا في رمضان حيث أكرمني الله بإسلام شخص، وسافرت إلي الهند بدعوة من الداعية الإسلامي الكبير ذاكر نايت ويعتبر خليفة أحمد ديدات، دعيت وقتها في أكبر مؤتمر إسلامي علي وجه الأرض رأته عيني كان به 2 مليون مستمع كان معد بشكل مبه، فكان كل يوم يسلم ما يقر من 50 شخصا من شدة تلاوة القرآن والصوت فكان معي من مصر الشيخ صالح علي حسن، وكان رحلة ممتعة في مومباي في الهند.

الدكتور أحمد نعينع

سافر القارئ د.أحمد نعينع جميع الدول العربية والإسلامية لإحياء ليالي رمضان والقراءة أمام الرؤوساء والملوك وأكثر الدول محبة للقرآن الكريم من وجهة نظره باكستان وتركيا وإيران وأندونيسيا وماليزيا كانت لهم عادات جميلة وللنساء في ماليزيا زي مخصص أبيض للصلاة في شكل مفرح وسافرت أيضا إلي الدول التي بها أقليات إسلامية على حد قوله في تصريحات له.

وخلال رمضان، يقول نعينع:"عندما كنت في مدينة"كب تاون"في جنوب أفريقيا لقراءة القرآن أسلم علي يدي 11 فردًا سمع القرآن ونطقوا الشهادة علي يدي من شدة حلاوة القرآن وبعدها ذهبوا إلي مجلس القضاء في الدولة للإغتسال وكان عام 1994، وفي مدينة منهايم خلا شهر رمضان كانت صحبة من النساء جاءت تسمع القرآن واصطحبوا معهم صديقة ألمانية وعندما سمعت القرآن أسلمت ونطقتها الشهادتين.

وتنقل قناة الناس تحت شعار سفراء دولة التلاوة طوال شهر رمضان شعائر الصلاة من مختلف دول العالم بأصوات مصرية تحت شعار "سفراء دولة التلاوة" من المبتعثين من القراء والأئمة إلى دول العالم المختلفة من وزارة الأوقاف.