الكتيبة 101
يعد مسلسل الكتيبة 101 من أبرز الأعمال الوطنية التي أزاحت الستار عن كواليس الحرب الخفية التي تدور في شمال سيناء.
سلط المسلسل الضوء بصورة وثائقية على بطولات الجيش المصري في التصدي للإرهاب الأسود الذي ألقى بظلاله على مصر في أعقاب 2011.
تبنت الشركة المتحدة للإعلام إنتاج سلسلة المسلسلات الحربية في سابقة تعد الأولى من نوعها.
قررت المتحدة للإعلام تحدي الجميع والسير عكس الريح بجراءتها المعتادة، خاصة بعد عزوف شركات الإنتاج عن صناعة هذا النوع من الدراما، لما يفرض عليهم من قيود أمنية لا سيما التكلفة المادية الباهظة. لتقضي المتحدة على هذه العقبات وتقدم محتوى وطنيًا صادقًا يبتعد كل البعد عن أى أجندات وحسابات سياسية. ليقينها أن الوطن أهم من أي حسابات مادية.
طالما تمنيت أن تجسد بطولات الجيش على الشاشة الصغيرة، لقدرة هذه الشاشة على مخاطبة مختلف فئات المجتمع.
اعتدنا متابعة كل ما يخص الحرب خلال ما يجسد على شاشات السينما من خلال الأفلام الحربية. وخلال المناسبات الوطنية فقط.
أسعدني الحظ إذ قابلت اللواء خالد توفيق أحد أبطال كمين كرم القواديس، الذي تعرض لهجوم إرهابي يعد الأكثر دموية منذ بدء استهداف نقاط تمركز الجيش المصري بشمال سيناء والشيخ زويد.
حيث شنت جماعة أنصار بيت المقدس الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية في 24 أكتوبر 2014 عدة هجمات إرهابية استهدفت الجيش المصري، راح ضحية العملية الأولى 30 شهيدًا من جنودنا البواسل، بينما قتل 3 جنود في هجوم آخر في العريش.
عندما بدأ الهجوم على الكمين رفض بطلنا إدارة المعركة من مكتبه، لم يتردد في قيادة مدرعته للثأر لرجاله بتصفية هذه العناصر، ولإنقاذ رجاله العالقين، مطاردًا الإرهابيين ليمنعهم من الاستيلاء على الدبابات المصرية التي استشهد قادتها.. أقسم ألا يضع أي خسيس قدمًا بها.. دارت معركة حامية الوطيس على أرض سيناء الحبيبة التي ارتوت بدمائه مختلطة بدماء رجاله الأبطال الذين استبسلوا في الدفاع عن معداتهم ومكانهم حتى نالوا الشهادة. أتم مهمته بنجاح متصديًا لطيور الظلام هو ورجاله ليتم استهدافه، ليصاب بعدة إصابات خطيرة.. نقل على أثرها للعلاج بالخارج، ليعود لمصرنا مرة أخرى، ليكرم من قبل الدولة في حفل مهيب.
نفتقد هذه الروح، هذه البسالة التي لم نرها إلا في الأفلام الحربية وفي حكايات الأجداد.
من الجيد تسليط الضوء على هذه التضحيات والبطولات كي تعي الأجيال الجديدة قيمة ما لديها من نعم لا تُعد أو تحصى.
الوطن إحدى نعم الله.
كذلك حُماته.
حفظ الله مصر وجيشها العظيم.
شكرًا للمتحدة للإعلام التي تسير بخطى ثابتة لترسيخ القيم والأخلاق في الأجيال الكافة. شكرًا لأنها سبب فى توثيق ملحمة وطن.