سقوط الدولار
على عهدة جريدة «لوفيجارو» الفرنسية، فإن دول العالم فى طريقها لإسقاط الدولار الأمريكى عن عرشه كعملة عالمية موحدة.. السبب هو أن العالم مل من استخدام أمريكا عملتها للضغط على رقاب الدول الأخرى.. والمعنى هو أنه كما تم فرض الدولار كعملة عالمية بقوة السياسة فإنه سيسقط عن عرشه بقوة السياسة أيضًا.. الدولار لم يكن عملة صعبة ولا سهلة منذ خلق الله الأرض ومن عليها.. لكنه أصبح كذلك بعد انتصار الولايات المتحدة الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية وانفرادها بمقاليد الاقتصاد والسياسة فيما يزيد على نصف العالم.. والشاهد الآن أن الدولار يتجه للضعف والسقوط عن عرشه بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية من جهة، وتمرد دول الأوبك ومضاعفتها كمية البترول الذى تنتجه من ناحية ثانية، ولفشل الحصار الاقتصادى الغربى على روسيا من ناحية ثالثة.. وبحسب المحلل الاقتصادى للجريدة الشهيرة فإن ما أسماه عملية «نزع العالم للدولار والتخلى عنه» أصبح عملية لا رجوع فيها.. والسبب أن الأمريكيين أساءوا استخدام عملتهم فى الضغط السياسى على العديد من دول العالم، وهو ما أحدث رد فعل عكسيًا وأدى إلى تمرد الكثيرين على هذه العملة التى أصبحت تُستخدم كأداة ضغط على الشعوب والحكومات.. وبحسب مقال «نيو جيرارد» فإن عملية نزع الدولار تسير حاليًا إلى الأمام بنجاح كبير، وهو يشير فى هذا السياق إلى خطط مجموعة «البريكس» الاقتصادية لإنشاء عملتها الخاصة بها لتبادل التجارة بين أعضائها.. والمعنى أن هذه الدول ستنحى الدولار جانبًا وتتركه فى بنوك أمريكا لمن يريده وستتبادل البضائع بينها وبين بعضها البعض بعملة البريكس الجديدة.. ويمكن بالطبع لمن يحصل على هذه العملة أن يتعامل بها مع دول البريكس.. ولمن لا يعرف فإن البريكس هى منظمة تضم تسعًا من الدول الأكثر نموًا اقتصاديًا على مستوى العالم، منها روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا وهذه الدول التسع تشكل ٤٠٪ من سكان العالم وربع مساحة اليابسة على الكرة الأرضية، وبحلول عام ٢٠٥٠ ستكون لهذه الدول السيطرة على الاقتصاد العالمى، لأن أحدًا لا يستطيع مجاراتها فى نسب النمو التى تحققها، وليس سرًا أن مصر قريبة من دول البريكس، وأن هناك أنباء غير رسمية عن انضمامها فى وقت ما لهذه المنظمة التى تضم مجموعة من الدول «العفية» اقتصاديًا.. وإلى جانب نبوءة لوفيجارو الفرنسية بسقوط الدولار عن عرشه، هناك تحليل آخر يقدمه الخبير المصرى أحمد حسن الذى يرى أن من أسباب تراجع الدولار هو فشل الحصار الاقتصادى الغربى لروسيا التى أصبحت تعتمد على اليوان الصينى فى ٦٠٪ من معاملاتها التجارية مع العالم.. فى حين تراجع الدولار ليمثل ٤٠٪ فقط من معاملاتها مع العالم الخارجى وهو عكس الحال من قبل.. ووفق اجتهاد الخبير المصرى فإن زيادة دول الأوبك لإنتاج البترول من شأنها أن تزيد من إرهاق الدولار ومعاناته وتراجعه كعملة دولية ترتفع أسعارها بالمقارنة بعملات الدول التى لا تجد غطاء دولاريًا كافيًا.. والأمر كله يمكن ربطه بالنظام العالمى الجديد الذى يتشكل والذى ستكون السياسة فيه رد فعل الاقتصاد وانعكاسًا له.. والظن أن تراجع الدولار سينعكس بالإيجاب على الاقتصاد المصرى وعلى الأوضاع الاقتصادية الداخلية أو هكذا نأمل.. والأهم أنه سيكون هناك الكثير من الأحداث والأخبار نتابعها على مستوى العالم فى الشهور والسنوات المقبلة.. وبعبارة أخرى فإن اللعب «هيحلو»، ونحن بطبعنا نشجع اللعبة الحلوة.. حمى الله مصر من كل شر.